166

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

والجسم الثقيل إذا تحرك ، وفرض فيه تخلل سكنات ، فكلما كان | أثقل ، كان تخللها أقل . ويزيد الثقل حتى يزول السكون ، فإذا أضيف | ما زال سكونه إلى ما هو أثقل منه ، حصلت سرعة وبطء ، لا يتخلل | سكنات ويتبع هذا التوسط حركة ، بمعنى القطع لجزء منه ، وهي | الحركة المتصلة المعقولة ، من المبتدأ إلى المنتهي ، ولا حصول لها في | | الأعيان ، لأن المتحرك ما دام ( لم ) يصل إلى المنتهي ، فالحركة | لا توجد بتمامها ، وإذا وصل إليه فقد انقطعت . | وأما هذا التوسط المستمر الذي لا يجتمع متقدمه مع متأخره ، له | وقوع في نفس الأمر وإن كانت كليته المتصلة لا حصول لها إلا في العقل ، | وبهذا هي مطابقة للزمان .

وأما من حيث أنها بين القوة والفعل ، فليست مأخوذة مع مقدار | واتصال ، ليطابقه الزمان ، بل إنما يطابقه من حيث أنه يلزمه اتصال | أو قطع . وبوقوع هذا التوسط بالفعل ، لم يلزم من كون المقتضي | واللاحق غير حاصلين ، كون الحركة غير حاصلة مطلقا ، ثم من نفس | التقضي واللحوق يلزم حصول ما ، فإن المنقضي ما كان وفات ، واللاحق | ما هو بصدد الكون . ومن ادعى أن الجسم الساكن في حيز مثلا ، يحصل | في آخر ( لوحة 293 ) من غير حركة ، فقد أنكر النظريات .

والحركة تنقسم إلى : ما تقتضيها قوة الجسم ، أو أمر خارج عن الجسم ، وقواه .

والأولى : إما أن يشترط فيها كونها بالادراك والارادة ، وهي | الارادية ، كحركة الحيوان .

أو لا يشترط فيها ذلك ، وهي الطبيعة ، سواء اقتضتها القوة على | وتيرة واحدة أبدا ، كحركة الحجر إلى أسفل ، أو اقتضتها على وتائر | مختلفة ، كنمو النبات .

والثانية هي القسرية ، إن لم يكن المتحرك كحيز من المحرك ، أو | كان المحرك مكانا له ، كحركة المدرة إلى فوق ، وإلا فهي العرضية ، | كحركة الجالس في السفينة بحركتها .

Bogga 320