133

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

والخفة ما يتحرك به إلى جهة العلو ، وتوجبه الحرارة ، وكلاهما عرف | بالتجربة . فإنا قد جربنا أن صعود الجسم ، يشتد باشتداد حرارته ، | | ويضعف بضعفها ، وأن نزوله يشتد ويضعف بحسب حال برودته ، في | الشدة والضعف . ولولا أن الحرارة تقتضي التصعيد ، والبرودة تقتضي | خلافه ، لما كان الأمر كذلك .

والقسم الثاني من الكيفيات المحسوسة هو المذوقات . والذي نعرفه من | بسائطها تسعة هي : المرارة والحرافة والملوحة والعفوصة والحموضة | والقبض ، والدسومة والحلاوة ، والنفاهة . وربما كان للشيء طعم في | نفسه ، لكنه لشدة تكاثفه لا يتحلل منه شيء يخالط اللسان ، حتى يدركه ، | ثم إذا احتيل في تلطيف أجزائه أحس منه بطعم ، كما في الحديد والنحاس . | وقد يجتمع طعمان في جسم واحد ، كالمرارة والقبض في الحضض ، ويسمى | بشاعة ، وكالملوحة والمرارة في السبخة ويسمى زعوقة .

وربما اجتمع من الكيفية الطعمية والتأثير اللمسي أمر واحد لا يتميز في | الحس ، كالطعم والتفريق مع الأسخان ، فإنه قد يحصل منها حرافة أولا | مع الأسخان ، وقد يوجبان حموضة ، وكالطعم مع التكثيف اللذين ربما | أوجبا عفوضة . وربما كان ذلك هو السبب ، لتكثير ما يحس به من | الطعوم ، أو من جملة أسبابه .

ولم أجد وجه حصر للطعوم في عدد ، لا في نفس الأمر ، ولا بحسب ما | يمكن في حق اليسير الاحساس به .

والقسم الثالث المشمومات ، وليس لها أسماء مخصوصة ، إلا من جهة | الموافقة والمخالفة ، أن يقال لها رائحة طيبة أو منتنة .

Bogga 287