123

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

ولا يلزم من هذا ، كون الزمان واجبا لذاته ، إنما كان يلزم ذلك . | لو لزم من فرض عدم المحال ، كيف كان ، أما إذا لزم المحال من فرض | عدمه قبل ثبوته ، أو بعد ثبوته ، لا مطلقا ، لم يلزم وجوبه بذاته . | | والآن في الزمان كالنقطة في الخط ، وهو طرف موهوم بين الماضي | والمستقبل ، به متصل أجزاء الزمان بعضها ببعض .

وإذ ليس للزمان طرف فلا يوجد لهذا الآن ، إلا في الذهن . وكما | أن النقطة ليست مقومة للخط ، كذلك الآن ليس مقوما للزمان ، | وسيتحقق ذلك فيما بعد ، فهو عرض حال في الزمان ، هو حد مشترك | بين ماضيه ومستقبله . والماضي ليس بمعدوم مطلقا ، بل معدوم في | المستقبل ، والمستقبل معدوم في الماضي ، وكلاهما معدوم في الآن .

وليست المسافة وحدها هي السبب في التقدم والتأخر ، اللذين في | الزمان ، وإلا لما كانت المسافة الواحدة تقع فيها حركة متقدمة ومتأخرة ، | بالتعاود ، بل للمسافة مدخل ما في ذلك ، وهو ظاهر . وقد قسم الزمان | إلى أجزاء من السنين والشهور والأيام والساعات ، وغير ذلك .

وأجزاء الزمان الدائم هي جزئيات الزمان المطلق ، ولا يتقدم جزء | مفروض من الزمان على جزء آخر منه ، تقدما زمانيا ، بل يتقدم عليه | بالطبع . والسابق منهما شرط معد للاحق ، لأنك ستعلم أن الحركات | هي سبب ( حدوث ) الحادث ، والحركة حادثة وكل حادث له علة | حدوث من الحركات ، فالحركة كذلك . فيقدم جزء من الحركة على | جزء آخر طبيعي ، لا زماني .

وليس بعض أجزائها أولى بالعلية من بعض ، بحسب ماهيتها ، بل | الأولوية بحسب أمر خارج من فاعل محرك وقابل ، هو أجزاء المسافة .

Bogga 275