وطبعا أحس توفيق بالسعادة، واعتبر حماه عبيطا ساذجا.
لم يكن غريبا أن يقول توفيق لشريكه متولي: ما رأيك أن نعمل في المقاولات؟ - والله لا بأس، وإنما نحن لا نفهم فيها. - أعرف هذا، وفكرت فيه ووجدت حلا. - ما هو؟ - نشارك خيري الوزان نحن بأموالنا، وهو بأمواله وخبرته. - والله فكرة عظيمة. - قم بنا إليه.
قال متولي لخيري: ما رأيك أن نكون شركاء؟ - والله لا بأس، فإني أرفض كثيرا من العمليات لنقص السيولة المالية. - غريب أن تكشف لنا هذا السر. - ليس في الأمر غرابة، فما دمنا سنصبح شركاء فأنا أحب أن أريكم أنني لا أخفي عنكم أسرار عملي بما فيها نقص السيولة أحيانا.
وقال توفيق: وما تقوله يجعلنا نزداد ثقة بك. - وكيف ستكون قسمة الأرباح؟ - على حسب رأس المال في كل عملية. - أنا صريح نعم، ولكني لست ساذجا.
وقال توفيق ومتولي معا: أستغفر الله. - لماذا جئتما إلي ولم تعملا في المقاولات وحدكما، ما دام المال عندكما؟
وقال متولي: المال وحده لا يكفي. لا بد من الخبرة والمران. - والخبرة والمران لا يشتريهما مال . - طبعا كلانا يعرف ذلك. - إنهما سنوات عمر، وممارسة وحنكة ودربة.
قال متولي: طبعا. وهل في هذا شك؟ - وهذه الخبرة أليس لها ثمن؟ - طبعا. - فكيف تكون قسمة المكاسب متساوية؟
وقال متولي: لك حق. - طبعا لي حق. - فماذا تقدر لنفسك لقاء خبرتك؟ - الخبرة والأمانة اللتان جعلتكما تقصدان إلي، ثمنها لا يقدر بمال. - طبعا. - إذن تكون الأرباح باحتجاز خمسين في المائة مقابل خبرة لي، والباقي يقسم على حسب رأس المال لكل منا.
وهنا صاح توفيق: يا خبر أسود.
وقال خيري: بل أبيض إن شاء الله لا تنزعج، فلولا هذه الخبرة ما تحققت أية مكاسب. - لم نقل شيئا، ولكن خمسين في المائة أمر غير محتمل. - ما الذي تراه محتملا؟ - نقول مثلا عشرين في المائة. - طبعا مستحيل.
Bog aan la aqoon