هو السلب. العدم بالنسبة لله ليس فعل الحرمان
depriving
لكنه نقص بسيط، أو سلب. ونحن نستنبط من تعريفات عامة؛ فنحن مثلا نقدم للإنسان تعريفا عاما، ثم نحكم على كل فرد وفقا لهذا التعريف، لكن الله لا يتصور الأشياء تصويرا تجريديا، ولا يضع تعريفات عامة يحكم على أساسها بأن هذا الفرد خير وذاك شرير. وما هو غير إلهي يعبر عن طبيعة الله مثل ما هو إلهي، لكنهما لا يتساويان بذلك، لأن الخير سوف يستمتع بغبطة الخير فيما لن يستمتع بها الأول. والشخص الأعمى ينظر إليه على أنه محروم من البصر، إذا ما قورن بغيره من الناس، أما من وجهة النظر الإلهية فهو ليس محروما من البصر أكثر مما يحرم منها الحجر. وحين أمر الله آدم ألا يلمس الثمرة المحرمة، كشف عن نتائج العمل ليجعل معرفته - لا إرادته - أكثر كمالا، فهو لكي يجعل إرادته أكثر كمالا فقد كان عليه بالمثل أن يمنح الدائرة خصائص الكرة
sphere .
ومع ذلك فإن المشكلات التي أثارها «بلينبرج» لم تجد لها حلا، ونحن هنا معنيون بالجهد الأخلاقي، فإذا كان من المستحيل أن أجعل إرادتي أكثر كمالا، فسوف يصبح الجهد الأخلاقي عقيما مجدبا. ومن التناقض أن نقول إن الله أمرنا أن نفعل كذا وكذا لكنه مع ذلك لم يمنحنا ماهية تناسب هذه الأفعال التي يأمرنا بفعلها.
والواقع أن مثل هذا التصور للعالم الذي يقول به اسبينوزا، سوف يؤدي بنا إلى الإحراج المنطقي
dilemma ، الذي أشار إليه «وليم جيمس» بصدد حكم الندم
judgement of regret ، أو الأسف الذي يصدره الفاعل بعد اقترافه لما قد نعتبره شرا: «فحكم الأسف أو الندم يحكم على القتل بأنه شيء قبيح، وحين نقول عن شيء ما إنه قبيح فإن ذلك يعني أن هذا الشيء ينبغي ألا يكون، وأن شيئا آخر ينبغي أن يحل محله. والمذهب الجبري بإنكاره أن شيئا آخر كان يمكن أن يقع بدلا من الفعل الذي حدث، فإنه يحدد العالم بأنه المكان الذي يستحيل أن يوجد فيه ما ينبغي أن يكون، وبعبارة أخرى، يعتبر العالم أشبه ما يكون بكائن عضوي أصيب تركيبه بفساد لا يمكن علاجه، أو بخلل لا يمكن إصلاحه ... والمذهب الجبري يؤدي بنا إلى القول بأن أحكامنا من الأسف أو الندم خاطئة؛ لأنها متشائمة، حيث إنها تتضمن أن ما هو مستحيل ينبغي مع ذلك أن يوجد. لكن ما الذي نقوله حول أحكام الأسف ذاتها؟ إذا كانت خاطئة، فكان ينبغي أن تحل محلها أحكام أخرى، لكن لا شيء يمكن أن يحل محلها؛ لأن الضرورة اقتضت وجودها. وهكذا يبقى العالم كما كان من قبل، أعني مكانا يستحيل فيه وجود ما ينبغي أن يكون.»
48 (31) ولقد وجد «وليم جيمس»
49
Bog aan la aqoon