22
يقول هو نفسه: «... وقد سميته كتاب الحاصل؛ وذلك أن سيدي جعفر بن محمد - صلوات الله عليه - قال لي : فما الحاصل الآن بعد هذه الكتب (الكتب التي ألفها جابر) وما المنفعة منها؟ ... فعملت كتابي هذا وسماه سيدي بكتاب الحاصل ...» وواضح أن هذا التوقير كله لا يكون موجها إلى برمكي؛ إذ كان جابر ذا مكانة ممتازة في بلاط الخليفة هارون الرشيد، وخالط أسرة البرامكة مخالطة الند للأنداد
23 - وإنما يوجه مثل هذا التوقير من شيعي إلى إمامه؛ على أن صلة جابر بجعفر لا بد أن تكون قصيرة الأمد؛ لأن وفاة جعفر كانت سنة 765م، وهو بعد مولد جابر بما لا يزيد عن عشرين عاما. (2) مزلته في علم الكيمياء
جابر هو كيموي العرب الأول، فهو أول من اشتهر علم الكيمياء عنه
24
وهو أول من يستحق لقب «الكيموي» من المسلمين
25
والظاهر أنه قد أصاب من ارتفاع المكانة وضخامة الثراء وبعد الصيت ما جعله موضع التقدير آنا وموضع الحسد والاضطهاد آنا؛ وأما التقدير فهو الذي أحاط اسمه بهالة من الجلال أزاغت عن حقيقته أبصار الكاتبين فيما بعد، حتى لتجد من يصفه منهم تارة بأنه: «ملك العرب»، وتارة أخرى بأنه: «ملك العجم»، وتارة ثالثة بأنه: «ملك الهند»
26
وقال عنه رسل الذي ترجم بعض مؤلفاته إلى الإنجليزية (لندن 1678م) إنه: «أشهر علماء العرب وفلاسفتهم.»
Bog aan la aqoon