حلال للطير من كل جنس؟
الاثنين
في رأي الأستاذ يوسف السباعي أن اليوميات تنقسم قسمين: يوميات دمها ثقيل وهي التي تتحدث عن السياسة، ويوميات دمها خفيف وهي التي تتحدث في أي أمر آخر من أمور المجتمع والدنيا. ويبدو أننا في هذه الآونة محتاجون لشيء كثير من ثقل الدم. ويبدو أن على الأستاذ يوسف السباعي بالذات أن يقوم بالجزء الأكبر من تلك المهمة الشاقة ؛ ففرنسا ديجول قد حددت موعدا لتفجير قنبلة ذرية في صحراء أفريقيا الكبرى. والظاهر أن الاستعمار لا يزال يلجا إلى أسلوبه الماكر الخبيث في شغلنا بجبهة ما ليضرب في جبهة أخرى.
ومنذ بضعة أسابيع وهجوم الفرنسيين يشتد على جيش التحرير في جبال أوراس وما حولها بطريقة الهدف منها إبادة وحداته إبادة تامة، وإنهاء الحرب التحريرية في الجزائر. وتفجير قنبلة ذرية يصلح كوسيلة فعالة جدا في مساندة الهجوم الذي تشنه القوات الفرنسية من الشمال.
ليس هذا فقط، بل تفجير مثل تلك القنبلة، وفي أفريقيا بالذات، ممكن - في رأي فرنسا - أن يفلح في استعادة هيبتها التي فقدتها في أفريقيا والشرق العربي وحرب السويس. من أجل هذا فحاجة فرنسا إلى هذا الإرهاب الذري أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة إليها.
وديجول يعلم تماما أنه لو اجتمعت إرادة دول أفريقيا المستقلة وشبه المستقلة. وساندها الرأي العام العالمي فلن يستطيع تفجير القنبلة. وديجول يعلم أيضا أن الدولة الوحيدة القادرة على تكتيل دول أفريقيا وإثارة الرأي العام العالمي، هي الجمهورية العربية المتحدة. ومن أجل هذا فلا بد من شغل الجمهورية العربية المتحدة وصرف أنظارها عن فرنسا وتجربتها الذرية. وفي عمليات الاستدراج لا تجد فرنسا خيرا من حليفتها إسرائيل تصلح لتستعملها كمخلب قط في تلك العملية القذرة - فليتحرك إذن موسى ديان ويكهرب الجو بتصريحاته الوقحة، ولنتحرك نحن للرد عليه وإيقافه عند حده، ولتنتهز فرنسا الفرصة وتفجر القنبلة.
يجب ألا ننسى في خضم هذه المعركة القائمة بيننا وبين إسرائيل عدوتنا اللدودة فرنسا، ومحاولتها المجرمة للفتك بحرب التحرير الجزائرية، وتلويث جو أفريقيا الطاهرة بإشعاعاتها الذرية. لماذا لا يعقد مؤتمر التضامن الآسيوي الأفريقي اجتماعا عاجلا لبحث المشكلة؟ لماذا لا ندعو إلى مؤتمر سريع للدول الأفريقية ليمنع انفجار القنبلة؟ لماذا لا تتصل جمعيات أدبائنا العرب ونقابات أطبائنا ومحامينا وصحفيينا واتحادات عمالنا بالنقابات والهيئات الممثلة في بقية دول آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا والعالم كله لإيقاف هذه الحثالة الاستعمارية الفرنسية عند حدها؟
إذا كانت مسألة تفجير القنبلة واستعادة الهيبة بالنسبة لفرنسا مسألة حياة أو موت. أليس من الواجب أن نعتبرها نحن أيضا مسألة حياتنا أو موتنا؟
سرير واحد يتنازعه 3000 إنسان
كل خبر أقرؤه عن تأميم مرفق من مرافق الحياة العامة أفرح له وأحس أنه مكسب جديد للشعب، إلا الخبر الذي راج في الآونة الأخيرة حول تأميم الطب! شكرا للدكتور نور الدين طراف على أنه نفاه؛ فالحقيقة التي لا شك فيها أن مشكلة العلاج في بلادنا كانت أنه مؤمم فعلا، أو على الأقل معظمه؛ إذ إن وزارة الصحة هي التي تقوم، أو المفروض أنها هي التي تقوم، بعلاج الغالبية العظمى من أبناء شعبنا علاجا مجانيا في مستشفياتها.
Bog aan la aqoon