129

وفي هذه الحدود أعيد الإمام محب الدين بن الأقصرائي إلى الإمامة ولما طال أمر التركي عند المالكي، ولم يبت فيه أمرا، وكان رجلا لينا، خوافا، علم أنه لا يشفي فيه غليلا، ولا يغني كثيرا ولا قليلا، نقل إلى الشافعي، فادعي عليه عند نائبه القاضي نجم الدين بن النبيه، أن أبا الخير ودع عنده لما جرت له تلك الكائنة سبعة آلاف دينار؛ وضم إليها في قدمته هذه ثلاثة آلاف، وأمره أن يوصل ذلك إلى السلطان، فقال: إذا طلعت إليه، فسلمت عليه، طلعت بها، فأنكر ذلك وحلف على عدمه في جامع الأزهر، ثم أقيمت عليه البينة بذلك، وأعذر إليه فيها، فقال عن بعضهم أنه لا يعرفه، واستمهل في إبداء الدافع في البقية، فأمهل ثلاثة أيام، ثم سئل في الرابع، وهو يوم الخميس ثاني عشري شعبان هذا، فلم يجب، فاستمر يكرر عليه السؤال إلى العصر، وهو ساكت فهدده القاضي فأجاب بأن بينه وبينهم عداوة. فقال: كلهم، أو بعضهم. فقال: كلهم. فقال: قد قلت في فلان أنك لا تعرفه، فكيف تعادي من لا تعرفه؟ هذه مناقضة ولدد!!، ثم أمر نائبه ببت الحكم، فحكم بإلزامه المال، لبيت المال.

Bogga 235