ولستُ أعدِلُ عن قومٍ وإن عدَلوا ... عنّي وشرُّ فريق الحيّ عادلهُ
وإنَّما عدلُهم عنّي لجهلهم ... وفي الحديث عدوُّ الشيء جاهلهُ
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف الكاتب البغدادي:
أتيهُ على الخليفة في نواله ... ويمنعني التعفّفُ عن سؤالهْ
واعلم أنّ رزقَ المرءِ يأتي ... كما تأتي المنيّة لاغتيالهْ
وقال الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنحي الشافعي:
إنْ شئت عيشًا طيبًا ... صفوًا بلا مُنازع
فاقنع بما أُوتيته ... فالعيش عيشُ القانعِ
وقال هبة الله علي بن عرام:
إذا حصل القوت فاقنع به ... فإنّ القناعة للمرء كنزُ
وصُنْ ماء وجهك عن بذله ... فإنّ الصيانةَ للوجه عزُّ
وقال أبو الحكم عبيد الله بن علي بن غلندة الكاتب السرقسطي:
آهُ والبينُ قد أجدَّ بصحبي ... لو أفاد العزاء نُكرًا رآها
يا لُوات الدّيون من غير عُسْرٍ ... إنّ مطل الغنيّ ظلمٌ تناهى
وقال بعضهم:
إن جهلًا سؤالك الشرع عمّا ... ليس يومًا به عليك خفاءُ
ليس للعاشق المحبّ من العش ... ق سوى لذّة الجماع دواء
وقال الوداعي:
إذا رأيتَ عارضًا مسلسلًا ... في وجنةٍ كجنة يا عاذلي
فاعلم يقينًا أنني من أمةٍ ... تُقاد للجنّة بالسلاسل
وأورد أسامة بن منقذ في كتاب نقد الشعر لبعضهم:
طُفيليٌّ يَؤُمّ الخبز أنَّى ... رآه ولو رآه على يَفاعِ
ولا يروي من الأخبار إلاَّ ... أُجيبُ ولو دُعيتُ إلى كُراعِ
وقال بعضهم:
بُليتُ به فقيهًا ذا جدال ... يجادل بالدليل وبالدلال
طلبت وصاله والوصل حلو ... فقالَ: نهى النَّبيّ عن الوصال
وقال الشهاب أحمد بن موسى بن يغمور بن جلدك:
إنّ حشر العبد فإذلاله ... يوجبه رقّ عبوديّتهْ
وإنْ يقصّر كانَ تقصيرهُ ... بالودّ محمولًا على نيّتهْ
وقال عز الدين بن غانم الواعظ:
كن زاهدًا فيما حَوَتْ أيدي الورى ... تَضْحى إلى كلِّ الأنام حبيبا
أو ما ترى الخطّاف حرّم زادهم ... فغدا ربيبًا في الحجور قريبا
وقال بعضهم:
ليت شعري كيف الخلاص من النّا ... س وقد أصبحوا ذئاب اعتداء
قلت لما بلاهم صدق خبري ... رضي الله عن أبي الدرداء
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق محمد بن سعيد بن راشد، حدثنا أبو مسهر، حدثنا صدقة بن خالد عن ابن جابر عن مكحول قال: قدم على رسول الله ﷺ وفد من الأشعريين فقال لهم: أمنكم وحرة؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: فإن الله أدخلها ببرّها أمها وهي كافرة الجنة، أغير على حيّها في الجاهلية فتركوها وأمها، فحملتها على ظهرها، وجعلت تسير بها، فإذا اشتدّ عليها الحرّ جعلتها في حجرها وحَنت عليها، فلم تزل كذلك حتَّى استنقذتها من الفداء. قال أبو مسهر: وقال في ذلك بعض الأشعريين شعرًا:
ألا أبْلِغَنْ أيها المفتدي ... بنيَّ جميعًا وبلَّغْ بناتي
بأن وصاتي تقوى الإله ... ألا فاحفظوا ما حييتم وصاتي
وكونوا كوحرة في برها ... تنالوا الكرامة بعد الممات
وَقَتْ أمَّها بشواة الرميضِ ... وقد أوقد القيظ نار الفلاة
لِتُرضيَ ربًّا شديد القوى ... وتظفر من ناره بالعلاة
وأخرج الخطيب وابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق الرملي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كن لما لم ترج أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج يقتبس نارًا فرجع بالنبوة.
وأخرج ابن عساكر من طريق الحسن بن أحمد التنوخي قال: أنشدني وهب بن ناجية المري:
كن لما لا ترجو من الأمر أرجى ... منك يومًا لما له أنت راجي
إن موسى مضى ليقْبِسَ نارًا ... من ضياء رآه والليل داجي
فأتى أهله وقد كلم الل ... هـ وناجاه وهو خير مناجي
وكذا الأمر ربّما ضاق بالمر ... ء فيتلوه سرعة الانفراج
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي عبد الله محمد بن محمد ابن أحمد بن الهيتمي، أنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن الشبل لنفسه:
وإذا استَخرْتَ الله فاسْتَسْلم له ... إن المسلِّمَ عنده المستسلمُ
1 / 6