قال: «لا أعرف أي لغة سوى لغتي وبضع كلمات من نورمانديتهم المتصنعة. كيف لي أن أتصرف كأخ موقر؟»
رد وامبا: «إن السحر يكمن في كلمتين اثنتين؛ فعبارة «سلام لكم» ستجيب عن كل الأسئلة. إذا ذهبت أو جئت، أكلت أو شربت، باركت أو لعنت، ستخرجك عبارة «سلام لكم» من كل ذلك. إن فائدتها للراهب كفائدة عصا المكنسة للساحرة. قلها ولكن بنبرة عميقة ووقورة هكذا: «سلام لكم!» إنها لا تقاوم.»
قال سيده: «إذا كانت هذه العبارة دليل كهنوتيتي، فسأحصل على رتبتي الدينية سريعا. سلام لكم. أنا واثق من أنني سأتذكر كلمة السر. وداعا أيها النبيل أثيلستان، ووداعا يا غلامي المسكين. سأنقذكما أو أرجع وأموت معكما. لن تسقط شعرة واحدة من رأس الغلام الطيب الذي خاطر بحياته من أجل سيده، إن تمكن سيدريك بتعريض نفسه للخطر من منع ذلك. وداعا.»
قال وامبا: «وداعا يا عمي، وتذكر «سلام لكم».»
الفصل الثالث والعشرون
عندما دخل فرونت دي بوف الغرفة التي كانت على الطراز القوطي، وجد قنينة من النبيذ على طاولة كبيرة من خشب البلوط، والأسيرين الساكسونيين في حراسة أتباعه. تجرع فرونت دي بوف جرعة كبيرة من النبيذ، ثم خاطب سجينيه؛ لأن الطريقة التي سحب بها وامبا القبعة على وجهه والتغير في الملبس والضوء المعتم والضعيف، وعدم تيقن البارون من ملامح سيدريك، كل ذلك منعه من اكتشاف أن أكثر أسيريه أهمية قد هرب.
قال فرونت دي بوف : «يا سيدي إنجلترا الباسلين، كيف تجدان ضيافتكما في توركويلستون؟ أقسم بالرب وبالقديس دينيس، إن لم تدفعا فدية كبيرة فسأعلقكما من أقدامكما! تكلما أيها الكلبان الساكسونيان، ماذا تدفعان مقابل حياتكما التي لا تساوي شيئا؟ ما قولك أنت، يا أوف روثيروود؟»
رد وامبا المسكين: «لن أدفع ولا حتى درهما واحدا. أما عن تعليقي من قدمي فإن دماغي، كما يقال، قد قلب رأسا على عقب، منذ ارتديت قلنسوتي أول مرة حول رأسي.»
قال فرونت دي بوف: «بحق القديسة جينفيف! ما الذي لدينا هنا؟»
وضرب قلنسوة سيدريك بظهر يده لتقع من فوق رأس المهرج، وفتح ياقته عن آخرها، فاكتشف علامة العبودية المشئومة، وهي الطوق الفضي حول عنقه.
Bog aan la aqoon