قال فرونت دي بوف: «هل علي أن أنصح أحد أبناء إسرائيل مرتين أن يعتني بشئونه الخاصة ويترك الآخرين وشأنهم؟ بما أنك قد اخترت، يتبقى أن تدفع فديتك، وذلك في غضون مدة قصيرة.»
رد إيزاك: «فلتدع ابنتي ريبيكا تمضي إلى يورك بضمان مرور آمن منك، أيها الفارس النبيل، وبمجرد رجوع الرجل والجواد فإن الكنز ...» وهنا أن أنة عميقة، ولكنه استطرد، بعد توقف لبضع ثوان، قائلا: «سيعد الكنز على هذه الأرضية ذاتها.»
قال فرونت دي بوف كما لو أن المفاجأة قد أخذته: «ابنتك! بحق السموات، يا إيزاك، ليتني كنت أعلم بهذا الأمر. لقد ظننت أن تلك الفتاة ذات الحاجبين الأسودين هي زوجتك، وأعطيتها للسيد براين دي بوا جيلبرت لتكون خادمة له، كما كان يفعل آباؤنا بطارقة الأيام الخوالي وأبطالها، الذين ضربوا لنا في هذه الأمور مثالا ناجعا.»
عندما سمع إيزاك هذا الخبر الذي يخلو من الإنسانية، جلجلت الصرخة التي أطلقها في أرجاء القبو، وأذهلت العربيين لدرجة أنهما أفلتا اليهودي من أيديهما؛ فانتهز الفرصة كي يلقي بنفسه على الأرض ويتمسك بركبتي فرونت دي بوف.
قال: «خذ كل ما طلبت يا سيدي الفارس، خذ عشرة أمثاله، اتركني للهلاك والتسول إن شئت، لا بل اطعني بخنجرك، واشوني على أتونك، ولكن ارحم ابنتي، ولتسلمها لي سالمة شريفة! إنها صورة من زوجتي الراحلة راشيل، وهي آخر العهود الستة على حبها. هل ستحرم زوجا أرمل من عزائه المتبقي الوحيد؟»
قال النورماندي وقد رق قلبه بعض الشيء: «وددت لو كنت أعلم ذلك قبلئذ. لقد كنت أظن أن بني جنسك لا يحبون شيئا سوى حقائب أموالهم.»
قال إيزاك: «لا تظن أننا، مع كوننا يهودا، فاسدو الأخلاق لهذه الدرجة؛ فالثعلب المطارد والقط البري المعذب يحبان صغارهما، وأبناء إبراهيم المحتقرون والمضطهدون يحبون أبناءهم!»
قال فرونت دي بوف : «فليكن . سأصدق ذلك في المستقبل يا إيزاك من أجلك، ولكن لن يفيدنا ذلك الآن؛ فلا يمكنني فعل شيء فيما حدث، أو فيما سيتبعه؛ فقد أعطيت كلمتي لرفيقي في السلاح، ولن أخلف عهدي من أجل عشرة من رجال اليهود ونسائهم. علاوة على ذلك، لماذا تظن أنه سيصيب الفتاة سوء، حتى وإن أصبحت غنيمة بوا جيلبرت؟»
صاح إيزاك وهو يعتصر يديه في ألم: «سيصيبها سوء، لا بد أنه سيصيبها سوء! علام يعيش فرسان الهيكل إلا القسوة على الرجال وإلحاق العار بالنساء!»
قال فرونت دي بوف: «أيها الكلب الكافر، لا تجدف على طائفة هيكل صهيون المقدسة، ولكن فكر بدلا من ذلك في أن تدفع لي فديتك التي وعدت بها، وإلا فالويل لعنقك اليهودي!»
Bog aan la aqoon