قال الأمير جون لهوبيرت: «بحق نور السماء! إذا تركت هذا الوغد الآبق ينتصر عليك فأنت تستحق الشنق!»
قال هوبيرت: «ولو شنقتني يا صاحب السمو فسأكرر أنه لا يسع المرء أن يفعل سوى قصارى ما بوسعه. ومع ذلك فقد كان جدي راميا ماهرا ...»
قاطعه جون قائلا: «اللعنة على جدك وجيله كله! ارم سهمك أيها الوغد، ارمه بأفضل ما في وسعك، وإلا فستسوء عاقبتك!»
بعدما تلقى هوبيرت هذا الوعيد رجع إلى مكانه، وحسب جيدا حساب ريح خفيفة جدا كانت قد هبت لتوها، ثم أطلق سهمه بنجاح شديد، حتى إنه استقر في مركز لوحة الهدف بالضبط.
قال الأمير مبتسما ابتسامة مهينة: «لا تستطيع تسديد رمية كتلك يا لوكسلي.»
قال لوكسلي: «ولكني سأشطر له سهمه.»
وأطلق سهمه متوخيا الحرص أكثر قليلا من ذي قبل، فاستقر مباشرة في سهم منافسه، الذي انشق إلى شظايا.
قال لوكسلي: «والآن، ألتمس إذن سموك في أن أضع علامة كما يفعلون في المقاطعات الشمالية، وأرحب بكل يومن شجاع يحاول إصابته.»
ثم استدار مغادرا ساحة النزال قائلا: «دع حراسك يتبعوني إن شئت؛ فلست إلا ذاهبا لأقطع غصنا من شجرة الصفصاف القريبة.»
رجع لوكسلي على الفور تقريبا بعصا من خشب الصفصاف يبلغ طولها نحو ست أقدام، وكانت مستقيمة استقامة ممتازة، وأكثر سمكا بقليل من إبهام رجل. شرع في تقشيرها ذاكرا أنه لكي تطلب من رجل غابة جيد أن يصوب على هدف عريض كالذي استعمل حتى ذلك الحين، فإن ذلك كان يعد إلحاقا للعار بمهارته. قال: «من ناحيتي، وفي الأرض التي نشأت فيها، أرى أن الهدف الذي كنا نصوب عليه كبير كطاولة الملك آرثر المستديرة، التي تتسع لستين فارسا حولها. إن طفلا في السابعة من عمره يمكنه أن يصيب هدفا هناك بسهم لا رأس له، ولكن ...» وأضاف وهو يمشي بترو على الطرف الآخر من ساحة النزال، ويغرز عصا خشب الصفصاف في الأرض: «من يصب هذه القصبة من مسافة مائة ياردة أعده راميا يستحق أن يحمل القوس وجعبة السهام أمام ملك.»
Bog aan la aqoon