عندما التفت ليسمع رد ريبيكا، أدرك أنها قد غادرت الغرفة، دون أن يلاحظ، أثناء مساومته مع جيرث.
في تلك الأثناء كان جيرث قد نزل الدرج، وعندما وصل إلى غرفة الانتظار أو الردهة المظلمة، وقف متحيرا يبحث عن المدخل، وحينئذ أشار له طيف امرأة، تتشح بالبياض، وتبدو على ضوء مصباح فضي كانت تحمله في يدها، إلى غرفة جانبية. أذعن جيرث لدعوة طيف المرأة الذي يلوح له، وتبعها إلى داخل الغرفة التي أشارت إليها، حيث فوجئ مفاجأة سارة بأن مرشدته الجميلة كانت اليهودية الفاتنة.
سألته عن تفاصيل معاملته المالية مع إيزاك، فذكرها لها بتفصيل ودقة.
قالت ريبيكا: «ما كان أبي إلا ممازحا لك أيها الرجل الطيب؛ فهو مدين لسيدك بمعروف أكبر من أن يسدده ثمن هذه الأسلحة وهذا الجواد ولو بعشرة أضعاف قيمتها. كم دفعت لأبي الآن؟»
قال جيرث وقد فاجأه السؤال: «ثمانين قطعة ذهبية.»
قالت ريبيكا: «في هذه الحقيبة ستجد مائة. أرجع لسيدك ما هو حق له، واحتفظ بالباقي. انصرف بسرعة ولا تنتظر لتقديم الشكر! وكن حذرا في سيرك عبر هذه البلدة المزدحمة؛ حيث قد تفقد بسهولة ما تحمله وكذلك حياتك.»
الفصل العاشر
قبل أن ترتفع الشمس كثيرا فوق الأفق، ظهر المشاهدون الأكثر كسلا أو الأكثر تلهفا في أرض المهرجان في آشبي، متجهين إلى ساحة النزال؛ كي يضمنوا موقعا جيدا لمشاهدة استكمال الألعاب المنتظرة.
تبعا للنظام المعمول به، كان الفارس المحروم من الميراث سيصبح قائدا لأحد الفريقين، بينما عين براين دي بوا جيلبرت، الذي كان قد صنف ثانيا في اليوم السابق، البطل الأول للفريق الآخر.
وفي نحو الساعة العاشرة، كان السهل كله مكتظا برجال على ظهور الخيل، ونساء على ظهور الخيل، ومشاة على الأقدام؛ هرعوا إلى المباراة. وبعد ذلك بقليل، صدعت الأبواق بنفير عظيم معلنة وصول الأمير جون وحاشيته.
Bog aan la aqoon