قال: «هراء! أتمنى أن تتخير تقواها طقسا أفضل في المرة التالية التي تزور فيها كنيسة القديس جون، ولكن، بحق اللعنة، ما الذي يؤخر جيرث في الحقل كل هذا الوقت؟ لا بد أن مكروها قد أصاب القطيع.»
قال أوزوالد الساقي بتواضع: «لم تكد ساعة تمر منذ دق ناقوس إطفاء الأنوار.»
قال سيدريك متعجبا: «ليأخذ الشيطان الأحمق ناقوس إطفاء الأنوار، والطاغية وريثه، والعبد العديم الرحمة الذي يذكره بلسان ساكسوني على أذن ساكسونية! ناقوس إطفاء الأنوار! أجل، ناقوس إطفاء الأنوار، الذي يجبر الرجال الحقيقيين على إطفاء أنوارهم، فيبدأ اللصوص في عملهم في الظلام! أجل، ناقوس إطفاء الأنوار. يعلم كل من ريجينالد فرونت دي بوف وفيليب دي مالفوازان كيفية استغلال ناقوس إطفاء الأنوار كويليام الفاتح نفسه، أو كما يعرفها أي مغامر نورماندي قاتل في هاستنجز. أظن أنني سأسمع أن خادمي المخلص قد قتل، وأن ممتلكاتي قد أخذت غنيمة، وأن وامبا ... أين وامبا؟ ألم يقل أحد ما إنه خرج مع جيرث؟»
أجاب أوزوالد بالإيجاب. «أجل؟ هذا أفضل وأفضل! لقد اختطف أيضا، الأحمق الساكسوني، ليعمل في خدمة اللورد النورماندي. سأذهب بشكواي إلى المجلس الأعظم؛ فلدي أصدقاء وتابعون، وسأدعو النورماندي للقتال رجلا لرجل.» وصاح بصوت أخفض: «آه، ويلفريد، ويلفريد! لو كنت قد استطعت إحكام عاطفتك المفرطة، لما ترك أبوك في هذه السن كشجرة بلوط وحيدة.»
انتبه سيدريك فجأة من استغراقه في التفكير بفعل نفخة بوق.
وقال: «إلى البوابة أيها الأوغاد! لنسمع الأنباء التي يخبرنا بها ذلك البوق.»
أعلن أحد الحراس قائلا: «إن آيمر رئيس دير جورفولكس، والفارس الكريم براين دي بوا جيلبرت قائد طائفة فرسان الهيكل الباسلة الموقرة، ومعهما حاشية صغيرة، يطلبان الاستضافة والمبيت الليلة؛ كونهما في طريقهما إلى إحدى مباريات الفروسية المقرر عقدها في مكان ليس ببعيد عن آشبي دي لا زوش بعد يومين.»
غمغم سيدريك قائلا: «آيمر، رئيس الدير آيمر؟ وبراين دي بوا جيلبرت؟ كلاهما من النورمانديين، ولكن سواء أكانا من النورمانديين أو الساكسونيين، فلا يجب أن تتهم ضيافة روثيروود بالتقصير؛ لذا فهما مرحب بهما ما داما اختارا التوقف هنا، لكن ترحابي بهما كان سيزيد لو كانا قد اختارا أن يمضيا في طريقهما دون توقف عندنا. اذهب يا هونديبيرت، وأحضر ستة من الخدم، وأرشد الغرباء إلى مأوى الضيوف، واعتن بجيادهم وبغالهم، وانظر إن كان ينقصهم أي شيء. وقل لهم يا هونديبيرت إن سيدريك كان سيرحب بهم بنفسه لولا أنه قد أخذ على نفسه عهدا ألا يخطو أكثر من ثلاث خطوات من منصة ردهته لمقابلة أي أحد لا يشاركه الدم الساكسوني الملكي. انصرف! واخدمهم بعناية.»
غادر كبير الخدم ومعه عدة خدام لتنفيذ أوامر سيده. وأخذ سيدريك يكرر: «رئيس الدير آيمر! يقولون إن رئيس الدير هذا قس متحرر ومرح، ويحب النبيذ وبوق الصيد أكثر من جرس الكنيسة والكتاب المقدس. حسنا، فليدخل المنزل ولنرحب به. ما اسم فارس الهيكل؟» «براين دي بوا جيلبرت.»
قال سيدريك: «بوا جيلبرت؟ بوا جيلبرت؟ لهذا الاسم شهرة واسعة في الخير وكذلك الشر، ويقولون إنه في بسالة أشجع الرجال في طائفته، لكنه موصوم بنقائصهم المعتادة؛ من كبر وعجرفة وقسوة وشهوانية. حسنا، إنها مجرد ليلة واحدة، وهو مرحب به أيضا. يا إلجيثا، أعلمي سيدتك روينا أننا لن ننتظرها الليلة في القاعة، إلا لو كانت تلك رغبتها الخاصة.»
Bog aan la aqoon