148

صاح السيد الأعظم: «لا تقتله، أيها السيد الفارس، وهو لم يعترف ولم يبرأ من ذنبه. لا تقتله جسدا وروحا! إننا نسلم بهزيمته.»

نزل إلى ساحة النزال، وأمر بأن يخلعوا عن المحارب المهزوم خوذته. كانت عيناه مغلقتين، وكانت جبهته لا تزال متوردة بحمرة قانية. وبينما كانوا ينظرون إليه في ذهول فتحت عيناه، ولكنهما كانتا ثابتتين ولامعتين. ذهب التورد عن جبينه، وحل محله شحوب الموت. لم يكن قد أصيب بأذى من رمح عدوه، ولكنه مات ضحية لعنف عواطفه المتنازعة.

قال السيد الأعظم ناظرا لأعلى: «إن هذا حقا هو قضاء الرب.» وأضاف باللاتينية: «فلتكن مشيئتك!»

الفصل التاسع والثلاثون

بعد وقت قصير من القتال الفاصل، استدعي سيدريك الساكسوني إلى بلاط ريتشارد الذي كان في ذلك الوقت قائما في يورك؛ بغرض تهدئة المقاطعات التي كان طموح أخيه قد أحل فيها الاضطراب. أبدى سيدريك استياءه وغضبه الشديد أكثر من مرة من الرسالة، ولكنه لم يرفض أن يطيع. الواقع، أن عودة ريتشارد كانت قد أخمدت كل أمل كان يمني به نفسه في إعادة إحدى السلالات الساكسونية إلى عرش إنجلترا. كان مقته لملوك العرق النورماندي قد تقوض لسببين؛ أولهما: إدراكه استحالة تخليص إنجلترا من السلالة الحاكمة الجديدة. والثاني : الاهتمام الشخصي الذي أولاه إياه الملك ريتشارد الذي سره أسلوب سيدريك الصريح، الذي قبل أن يقضي سبعة أيام ضيفا في البلاط كان قد حصل على موافقته على زواج وصيته روينا وابنه ويلفريد أوف إيفانهو.

احتفل بزفاف بطلنا، بعد موافقة والده عليه رسميا، في أكثر الكنائس مهابة، وهي كاتدرائية يورك النبيلة.

وفي صبيحة اليوم التالي لهذا العرس السعيد، علمت الليدي روينا من وصيفتها إلجيثا أن فتاة تطلب الإذن بالمثول في حضرتها، وتلتمس أن يكون حديثهما دون شهود. تعجبت روينا وترددت وأصابها الفضول، وانتهت إلى أن أمرت بالسماح للفتاة بالدخول وبانصراف خدمها.

دخلت، وكانت ذات مظهر نبيل ومهيب، وكان خمارها الطويل الأبيض الذي كانت تتغطى به يحدد بهاء مظهرها وفخامته بدلا من أن يخفيهما. اتسم سلوكها بالاحترام غير الممتزج بأدنى ظل من الخوف أو الرغبة في الاسترضاء، ولكن بمجرد انصراف إلجيثا بخطوات متثاقلة ممانعة، فوجئت الليدي إيفانهو بزائرتها الحسناء تركع على إحدى ركبتيها، وتضغط بيديها على جبهتها، وتحني رأسها إلى الأرض، وعلى الرغم من مقاومة روينا قبلت الفتاة طرف ثوبها المطرز.

قالت العروس المندهشة: «ماذا تعنين بهذا يا سيدتي؟ أو لماذا تقدمين لي احتراما غير معتاد كهذا؟»

قالت ريبيكا وهي تنهض وتستعيد وقارها الهادئ المعتاد: «لأنني بذلك يا ليدي إيفانهو قد أرد، بطريقة مشروعة ودون تعنيف من أحد، دين العرفان الذي أنا مدينة به لويلفريد أوف إيفانهو. إنني، ولتسامحيني على جرأتي في إظهاري لاحترامك كما نفعل في بلدي، أنا اليهودية التعيسة التي خاطر زوجك بحياته من أجلها في مواجهة تلك المخاطر المروعة في ساحة مطاعنة تمبلستو.»

Bog aan la aqoon