ولكن كما شاء القدر، لم يضطر إلى المضي بعيدا هكذا؛ فعلى مسافة ربع ميل من بوابة المقر، قابل رجلين على جوادين عرف من ملبسهما وقبعتيهما الصفراوين الضخمتين أنهما يهوديان. ولما اقترب أكثر منهما اكتشف أن أحدهما كان رب عمله القديم إيزاك أوف يورك. أما الآخر فكان الطبيب الحاخام بن صامويل.
قال ابن صامويل: «من ذلك المسكين التعس المقبل علينا يتوكأ على عكازيه، راغبا، على ما أظن، في الحديث معي؟»
لم يكد إيزاك يلقي نظرة على اللفيفة التي قدمها له هيج حتى صدرت منه أنة عميقة، وسقط عن بغلته كرجل محتضر، وظل مستلقيا للحظات فاقدا لوعيه. ترجل الحاخام عن جواده بفزع شديد، وبسرعة استخدم العلاجات التي يوصي علمه باستخدامها لعلاج صاحبه، ولكن الحياة دبت فجأة في الرجل الذي كان قد أثار قلقه الشديد.
قال: «يا ابنة حزني، كان يجب أن تدعي بن أوني وليس ريبيكا! لماذا يقود موتك بشعري الأشيب إلى القبر، حتى ألعن الرب وأموت، من فرط المرارة التي تعتصر قلبي!»
قال الحاخام في دهشة شديدة: «يا أخي، أتكون أبا في بني إسرائيل وتتلفظ بمثل هذه الكلمات؟ إني واثق من أن ابنة بيتك لا تزال على قيد الحياة.»
أجاب إيزاك: «إنها على قيد الحياة، ولكنها حياة كحياة دانيال، الذي كان يطلق عليه بيلشاصر، حتى داخل عرين الأسود. إنها أسيرة عند رجال الشيطان هؤلاء، وستحيق بها وحشيتهم غير عابئين بشبابها أو بجمالها. أوه! لقد كانت تاجا من السعف الأخضر لخصلات شعري الأشيب، ولا بد أنها ستذبل في ليلة ما كيقطينة يونان! يا ابنة حبي! يا ابنة شيبي! آه يا ريبيكا، يا ابنة راشيل! لقد أحاط بك ظلام الموت.»
قال الحاخام: «ولكن اقرأ اللفيفة؛ فقد نجد طريقة يمكننا بها تخليصها.»
رد إيزاك: «اقرأها أنت يا أخي؛ فعيناي تنهمران بالدمع كنبع ماء.»
قرأ الطبيب، ولكن بلغتهما الأم، الكلمات الآتية:
على إيزاك، ابن أدونيكام، الذي يسميه غير اليهود إيزاك أوف يورك، سلام أرض الميعاد وبركتها تحل عليك مضاعفة! أبي، لقد حكم علي بالموت بتهمة لا تعرفها روحي، وهي جريمة السحر. يا أبي، إذا أمكن العثور على رجل قوي ليقاتل من أجل قضيتي بالسيف والحربة، وفقا لعادات النصارى، وداخل حلبة تمبلستو، في اليوم الثالث من الآن، فلعل إله آبائنا يعطيه القوة للدفاع عن البريئة التي ليس لها من يساعدها. وعلى ذلك، فلتنظر ما أنت فاعل، وما إذا كان ثمة سبيل للخلاص. يوجد بالفعل محارب نصراني واحد قد يحمل السلاح نيابة عني، هو ويلفريد، ابن سيدريك، الذي يدعوه غير اليهود إيفانهو، ولكنه قد لا يقوى حاليا على حمل ثقل درعه. ومع ذلك، فلترسل بالأنباء إليه يا أبي؛ فإن له حظوة بين الرجال الأقوياء في قومه، وحيث إنه كان رفيقنا في الأسر فقد يجد أحدا ليقاتل من أجلي. قل له، له هو، ويلفريد، ابن سيدريك، إن ريبيكا إن عاشت أو ماتت فستعيش أو تموت بريئة تماما من الذنب المتهمة به.
Bog aan la aqoon