Ittihaf Hadith
إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث
Daabacaha
دار ابن رجب
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
Noocyada
(٢٧٤ - ٢٦) وفي حديثه: "يَعْقدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافيَة رَأس أَحَدكُمْ ثَلَاثَ عُقَدٍ، بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا" (١):
"ليلًا" مفعول "يضرب"، كأنّه قال: يصير، وهو مثل قوله تعالى: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ﴾ [الكهف: ١١]، أي: أنَمْنَاهُمْ. ويجوز أن يكون ظرفًا؛ لأنّ "يضرب" بمعنى "ينيم"، أي: يُنِيمُكَ فِي لَيْلٍ طَوِيلٍ (٢).
(٢٧٥ - ٢٧) وفي حديثه: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا من رَمَضَانَ في غَيْر رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ لَهُ، فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ الدَّهْرُ كلُّهُ" (٣):
يجوز فيه الرفع على تقدير: لن يقبل منه صوم الدهر، فحذف المضاف؛ كقوله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: ١٩٧]، أي: حج أشهر،، والنصب على تقدير: فلن يقبل منه الصوم الدهر، فهو منصوب على الظرف.
(٢٧٦ - ٢٨) وفي حديثه: "سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، رَبّنَا صَاحِبْنَا وَأفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذًا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ" (٤):
"رَبَّنَا" أي: يا رَبَّنَا، وهذا القول هو الّذي سمعه سامع، و"صاحبنا" سؤال، و"عائذًا بالله" يجوز أن يكون مصدرًا على فاعل (٥)؛ كما قالوا: العافية
(١) صحيح: أخرجه مسلم (٧٧٦)، وأحمد (٧٢٦٦).
(٢) وعندي وجه فيه محتمل، وهو: أن يكون "الضرب" هنا كما في مصطلح أهل الأثر من الضرب على الكلام وتصويب غيره، ويكون ذلك حكاية مضمون العقدة، وكأنّه وسوس إليه: الزم ليلًا طويلًا.
(٣) ضعيف: أخرجه أحمد (٨٧٨٧)، وهذا لفظه، والترمذي (٧٢٣) وأبو داود (٢٣٩٦) وابن ماجه (١٦٧٢)، والدارمي (١٧١٤)، كلهم من طريق أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة به.
وأبو المطوس، واسمه: يزيد بن المطوس، وثقه يحيى بن معين، وقال أحمد بن حنبل: لا أعرفه، وقال ابن حبّان: يروي عن أبيه مالا يتابع عليه، ولذا قال الذهبي: لا يعرف. وحكم عليه ابن حجر في "التقريب" بأنّه "لين"، .
وقال التّرمذيّ عقيب هذا الحديث: حديث أبي هريرة لا نعرفه إِلَّا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا يقول: أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث.
(٤) صحيح: أخرجه مسلم (٢٧١١٨)، وأبو داود (٥٠٨٦).
(٥) وفي "اللسان" (عوذ): قال سيبويه: وقالوا: عائذًا بالله من شرها، فوضعوا الاسم موضع =
1 / 200