Ittihaf Abna Casr
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Noocyada
أما ديانة اليونان فكانت عبارة عن عبادة الغابات والجبال والرياح والمياه التي كانوا يشخصونها في جمعية الآلهة التي هي على صورة الإنسان ولهم الشهوات والمصائب.
وقد كان لأمة اليونان - فيما يزعمون - آلهة متفاوتون في الدرجات ومتباينون في الامتيازات والاعتبارات، فكان من أعظمهم عندهم قدرا وأرفعهم ذكرا سائس أو جوبيتير، وكانت سلطنته في السماء، وكان ملك باقي الآلهة، وعلى يمينه صاعقة وبجواره نسر معدا لركوبه عليه، ومنهم «بوسايدون أوربيتون» وهو مدبر البحر، وكان يسير على الموج بعربة من الصدف يجرها بعض المدبرين الآخرين، وكان بيده شيء كهيئة شكل مثلث له ثلاث شوكات أعدها للزلازل، ومنهم أبلوتون وهو مدبر الأرض السفلى والعالم المظلم، ومنهم آبولون «آبولو»، ومن شأنه الإخبار بالغيب وإظهار الفنون العجيبة كالموسيقى والأشعار، وكان أجمل من غيره، وله معرفة بضرب الطنبور، وكانوا يقدمون الذبائح والقربانات لآلهتهم، وكان لهم احترام زائد للهياكل والمعابد اعتبارا لآلهتهم، حتى إذا دخل مذنب في هيكل ليحتمي فيه لم يتعد عليه أحد ما دام داخل المعبد. (1-4) ذكر جمهورية إسبارطة
اعلم أن مدينة إسبارطة كانت قاعدة ليكاوينا، بناها القديمون في القرن الخامس عشر قبل المسيح، وبعد رجوع الهركلدية واستيلائهم على ليكاوينا وأرغوس وميسيني ملك على ليكاوينا ابنا «أرستود» اللذان اسم أحدهما «أورشين» والآخر «بردكليس»، وبقيت المملكة بعد وفاتهما مقسومة إلى قسمين بين نسلهما نحو 900 سنة، وجرى بين ملوك القسمين الشقاق والمخاصمات في غضون تلك المدة. وفي سنة 884ق.م توفي «بوليديكتوس» ملك أحد القسمين تاركا زوجته حاملا، وكان له أخ اسمه «ليكورغوس»، فراودته امرأة أخيه طالبة أن يتزوج بها ويتقلد بالملك بعد أخيه وأنها تهلك الجنين إذا قبل ذلك، فكره «ليكورغوس» أن يرتكب هذا الأمر القبيح، وعندما وضعت امرأة أخيه ذكرا اهتم بتربيته ودعاه ملك إسبارطة الشرعي، وكان يدبر أمور الدولة بالنيابة عن ابن أخيه، ولكن إذ حدث نفور بينه وبين امرأة أخيه كره أن يبقى على تلك الحالة، فسافر إلى جزيرة كريت (كنديا الآن) ثم إلى آسيا الصغرى ومصر لكي يدرس علوم تلك البلاد وشرائعها، فحدث في مدة غيابه مخاصمات وفتن كثيرة في إسبارطة، وجاهر كثيرون بالعصيان على الملك وشرائع المملكة، فأرسل الأهالي يطلبون من ليكورغوس أن يوفيهم عاجلا، ويتقلد زمام الملك، ويقي البلاد من الدمار، فأجابهم إلى ذلك، وأخذ في إصلاح البلاد وإخماد الفتن، وغير هيئة الحكومة من الملكية إلى الجمهورية؛ حيث اقتدى به كثير من ممالك اليونانيين، وأصبح الحكم الجمهوري غالبا في أكثر البلاد وأراد التسوية بين وجاهة الملوك والأكابر والعامة، ورتب لذلك ديوانا مركبا من 28 عضوا ينتخبون من أعيان الأهالي، وقسم المملكة بين الأهالي بالمساواة لكي لا يكون بينهم فقير ولا غني، وأبطل المعاملة بالذهب والفضة، وجعل عوضهما قطعا من حديد، وكانت تؤخذ أولادهم وقت ميلادهم، ويتربون بالحكومة ليتعودوا على اقتحام الأهوال، وكانوا يعلمون الأولاد احترام الشيوخ والشرائع واحتقار الآلام والموت. (1-5) ذكر جمهورية أتينا
كانت أتينا مركز حكومة قسم آتيكا، وكان حكمها ملكيا لغاية زمان «قودروس» السالف الذكر، أحد ملوكها الذي عاهد شاول أول ملوك بني إسرائيل، وفي زمانه كان رجوع الهركلدية كما تقدم، وبعد موته أبطل الأتينيون الحكم الملكي، وأقاموا عوضا عن الملك رئيسا سموه «أركونا»، وأول أركون أقاموه هو «ميدون بن قودروس » المذكور، وبقيت هذه الوظيفة في نسله 331 سنة، وكان الأراكنة في أول الأمر يقيمون في وظيفتهم مدة حياتهم، ثم بعد ذلك تغيرت إلى عشر سنين ثم إلى سنة واحدة فقط، وزيد عددهم رويدا رويدا إلى تسعة يشتركون في جميع الأمور، ولما لم تكن الشرائع مرتبة ترتيبا حسنا شرع أدراكون رئيس الأراكنة وقتئذ في تنظيمها وتجديدها وسن قوانين صارمة جدا جاعلا الموت عقابا لكل مذنب، وفي سنة 604ق.م كان رئيس الأراكنة سولون الحكيم من نسل قودروس، فسن قوانين وشرائع جديدة مناسبة لأحوال البلاد، وفي عصره حصر السلطنة العظمى في جمعية من الأهالي لا يدخلها إلا من بلغ من العمر 30 سنة، ورتب مجلسا عدد أعضائه 400 نفس، واهتم سولون بتوسيع التجارة وتكثير البضائع والمعامل، ثم سافر سولون إلى ليديا، وكان ملكها يومئذ «كريزوس»، ومكث هناك عشر سنين - وقد تقدم ذلك - ولما رجع إلى بلاده وجد الفتن قائمة، فلم يستطع أن يخمدها؛ لأن رجلا اسمه فستراتوس كان قد اختلس الحكم من الأراكنة، فبذل جهده لتخليص البلاد من يده فلم ينجح؛ إذ نجح «فستراتوس» باستمالة الأهالي إليه، ومات سولون بعد ذلك بسنتين، وبعد فستراتوس خلفه ابناه هبياس وهيرجوس، فقام اثنان من أهل أتينا على هيرجوس وقتلاه فقتلهما هبياس، وشرع يظلم الأتينيين، فاستغاثوا بأهل إسبارطة طالبين عزله من الملك، فأجابوهم وأخذوا المدينة، فهرب هبياس إلى آسيا الصغرى عند أحد نواب الفرس من طرف دارا الأول الذي كان عازما على استفتاح بلاد اليونان، فأرسل إلى الأتينيين طالبا ترجيع هبياس إلى ملكه وإذا لم يقبلوا ذلك جعل عدم قبولهم سببا لمهاجمته بلادهم. (2) تاريخها من مهاجمة الفرس إلى إخضاعها للرومانيين (2-1) الكلام على الحروب الفارسية
الحرب الأولى 490ق.م
وبعد أن فتح الأعجام آسيا الغربية ومصر، أرادوا فتح بلاد اليونان ففتحوا أولا نزلهم الموجودة بآسيا الصغرى، ثم أرسل دارا الأول ملك العجم رسلا إلى بلاد اليونان يعلنهم بالطاعة له أهل أتينا وإسبارطة، فألقوا هؤلاء السفراء في الآبار، فاغتاظ دارا من ذلك وتقدم إلى المحل المعروف باسم مراتون ببلاد اليونان ومعه 100000 مقاتل، فتقابل مع 10000 أتيني و1000 بلاتيني، فهزمت الجيوش الفارسية، واقتفى اليونانيون أثرهم حتى نزلوا سفنهم.
الحرب الثانية 480ق.م
وبعد ذلك بعشر سنين قام شيارش ومعه مليون مقاتل و1200 سفينة حربية، فقام الملك ليونيداس ملك إسبارطة ومعه 3000 مقاتل، فمات ومن معه في المضيق المعروف باسم ترموبيل، ودخل شيارش في أتينا وحرقها، ولكن هزمت جيوشه البحرية عند مرورها من جانب جزيرة سلامين، وفي السنة عينها هزمت جيوشه البرية في واقعة بلاتية، وفعلت هذه الواقعة الأخيرة بعناية بوزانياس ملك إسبارطة.
الحرب الثالثة أي انتهاء الحروب الفارسية
وبعد ذلك أيضا قام اليونانيون، وطردوا جيوش العجم الموجودة في جزائر بحر الأرخبيل والموجودة على سواحل آسيا الصغرى، وفتحوا جزءا من جزيرة قبرص التي كانت تابعة لهم.
Bog aan la aqoon