Midowga Yurub: Hordhac Kooban
الاتحاد الأوروبي: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
أظهرت أزمة منطقة اليورو بوضوح شديد مدى عمق التشابك بين الاقتصادات الوطنية واعتماد بعضها على بعض؛ ومن ثم فإن قدرة منطقة اليورو على إيجاد حلول دائمة لا تصب في مصلحة أعضائها فحسب، بل تصب أيضا في مصلحة كل الدول الأخرى أعضاء الاتحاد الأوروبي، وأبعد من ذلك. إن واحدة من أصعب الرسائل التي ينبغي نشرها في المملكة المتحدة تقول بالضبط إنه ليس ممكنا ولا مستحبا أن نقف على هامش الأحداث ونهيب بالآخرين كي يفعلوا شيئا. وهذا بلا شك صحيح في الأمور الاقتصادية، على الرغم من أنه يطرح تعقيدات كثيرة من منظور سياسي وقانوني على السواء. وكما أظهرت مفاوضات الاتفاق المالي، فإنه حتى لو كانت هناك دولة ما غير موقعة، تظل هناك حاجة إلى إشراكها بصورة أو بأخرى. وبوجه أعم، أظهر الاتفاق أن بعض الدول الأعضاء سيكون لديه الرغبة أحيانا في التحرك أسبق من الدول الأخرى.
يرجع النقاش الدائر في المملكة المتحدة بشأن الانسحاب من الاتحاد، إلى حد كبير، إلى افتقار إلى المعرفة والفهم بشأن عمل الاتحاد الأوروبي وطبيعة التشابك العالمي. وحتى إذا رحلت المملكة المتحدة فعلا عن الاتحاد، ستظل تجد نفسها مجاورة اتحادا يشتري سلعا وخدمات بريطانية، لكن لم يعد للحكومة البريطانية صوت مؤسسي (ولا صوت انتخابي) فيه. علاوة على ذلك، سوف يضعف أيضا وضع المملكة المتحدة الحالي كنقطة دخول إلى الاتحاد الأوروبي تفضلها الشركات التي تنتمي إلى بلد من خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحال هكذا، فسوف يتيح الانخراط البناء فرصة أكبر بكثير لمزيج مقبول من السياسات مما لو نفضنا أيدينا وانسحبنا.
نبع جزء كبير من التباعد بين نهج البريطانيين ونهج معظم الدول الأعضاء الأخرى من اختلاف التجارب في الحرب العالمية الثانية، التي كانت أشد هولا بالنسبة لمعظم أمم أوروبا القارية منها بالنسبة لبريطانيا؛ لذا فبينما كان لمعظم التقدم المحرز في بناء الاتحاد دوافع اقتصادية، شكلت أساس التحولات الكبرى نحو تقاسم السيادة - كالجماعة الأوروبية للفحم والصلب ومعاهدتي روما وماستريخت - رغبة راسخة في تأصيل السلام والأمن. وقد قبل البريطانيون مزايا التكامل الاقتصادي، لكنهم عارضوا تقاسم السيادة مكتفين بقبول ما كانت تقتضيه المشاركة في السوق الكبيرة أو يقتضيه تجنب فقدان أكثر مما ينبغي من النفوذ السياسي.
لكن الحكومات وأعدادا كبيرة من المواطنين في عموم الاتحاد، بمن فيهم البريطانيون، على وعي بمصادر الأمن الكثيرة والمتنوعة في العالم، ويشتركون في الرغبة في السير في اتجاه عالم أكثر أمنا، بناء على نظام متعدد الأطراف أشد فاعلية؛ لذا فربما يتمكنون أيضا من قبول عواقب مثل هذا التقاسم للسيادة بقدر ما يكون ضروريا لتعزيز قدرة الاتحاد على العمل صوب تحقيق تلك الغاية تعزيزا كافيا. إن قدرات الاتحاد العسكرية على حفظ السلام في تنام، وعلى الرغم من استبعاد صيرورته قوة عسكرية عظيمة، فبإمكانه أن يصبح أهم صانع سلام في العالم عبر مجموعة رائعة من القوى الناعمة. وهو يستطيع تعزيز مساهمته في الازدهار والاستقرار في الاقتصاد العالمي في مجالات التجارة والمعونات والسياسة النقدية الخارجية، ويستطيع المساعدة - كما أثبت في غرب البلقان وأماكن أخرى - في بناء دول ديمقراطية قابلة للبقاء وفي استدامتها، وقد قاد العالم في العمل على مكافحة التغير المدمر في المناخ. علاوة على ذلك يمكنه، باعتباره قوة مدنية عظيمة جدا، فعل الكثير لتسهيل الانتقال إلى عالم ستنضم فيه الصين ثم الهند إلى الولايات المتحدة بوصفها قوى عظمى جدا من المنظور العسكري أيضا، ويمكنه مساعدة هذه الدول وغيرها على زيادة فاعلية الأمم المتحدة.
هناك توافق واسع في الآراء بين دول أعضاء، أبرزها المملكة المتحدة، على صحة مثل هذه الأهداف، لكن لم يجر اتفاق على كيفية استعمال ثقل الاتحاد الكامل في تحقيقها. وهناك صعوبة كبيرة تتمثل في امتناع كثيرين - مرة أخرى أبرزهم البريطانيون - عن قبول تخصيص موارد للاتحاد وتقوية مؤسساته على نحو من شأنه منحه درجة كافية من الفاعلية، وهذا يعني ضمنا قبول مجموعة كافية من الالتزامات الملزمة قانونا والأدوات المشتركة، مع إصلاح مؤسسات الاتحاد كي يكون فاعلا وديمقراطيا كما ينبغي. تعد كلمة «فيدرالية» اختصارا ملائما ودقيقا للكلمات التالية لعبارة «مجموعة كافية من» في الجملة السابقة، سواء أفضت هذه الالتزامات والأدوات والمؤسسات، بعد إصلاحها، إلى اتحاد فيدرالي أم لا في نهاية المطاف. هذه الكلمة أقل أهمية مما تمثله، غير أن استخدامها - إذا عرف كما ينبغي - يوضح الفكرة، وييسر التواصل مع من يستخدمونها. فالوردة، بأي اسم آخر، تظل زكية الرائحة، لكن الأفضل أن نطلق على الوردة اسما يتألف من كلمة واحدة لا سبع عشرة.
يستشعر البريطانيون - حالهم كحال غيرهم من الأوروبيين - تعرضهم لمصادر التهديد المتزايدة في العالم المعاصر؛ لذا ينبغي أن تتمكن بريطانيا من لعب دور بناء تماما في مساندة إصلاح صلاحيات الاتحاد ومؤسساته الحالية التي من شأنها أن تمكنه من تحقيق إمكانياته الهائلة بغية خلق عالم أكثر أمانا وازدهارا.
تأريخ للأحداث في الفترة 1946-2013
(1) أربعينيات القرن العشرين
19 سبتمبر 1946:
تشرشل يدعو إلى «كيان أشبه بالولايات المتحدة الأوروبية».
Bog aan la aqoon