209

Itmam Diraya

إتمام الدراية لقراء النقاية

Baare

إبراهيم العجوز

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1405 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

علم التصوف تَجْرِيد الْقلب لله تَعَالَى واحتقار مَا سواهُ فراقب الله فِي جَمِيع حالاتك بِأَن تبدأ بِفعل الْفَرَائِض وَترك الْمُحرمَات ثمَّ النَّوَافِل والمكروهات وَليكن اهتمامك بترك الْمنْهِي أَشد من فعل الْمَأْمُور وَأَنت فِي الْمُبَاح بِالْخِيَارِ وَإِن نَوَيْت بِهِ الطَّاعَة أَو التَّوَصُّل إِلَيْهَا أَو الْكَفّ عَن الْحَرَام فَحسن واعتقد أَن مقصر فِيمَا أتيت بِهِ وَأَنَّك لم توف من حق الله عَلَيْك ذرة وَأَنَّك لست بِخَير من وَاحِد فَإنَّك لَا تَدْرِي مَا الخاتمة وَسلم لأمر الله تَعَالَى وقضائه مُعْتَقدًا أَنه لَا يكون إِلَّا مَا يُرِيد لَا مَا تُرِيدُ وَإِيَّاك أَن تراقب أَحْوَال النَّاس أَو ترعيهم إِلَّا بِمَا ورد بِهِ الشَّرْع واستحضر فِي نَفسك ثَلَاثَة أصُول الأول أَن لَا نفع وَلَا ضَرَر إِلَّا مِنْهُ تَعَالَى وَأَن مَا قدره لَك رزقا ونفعا وَشدَّة وضررا فِي الْأَزَل وَاصل إِلَيْك لَا محَالة الثَّانِي أَنَّك عبد مَرْزُوق وَأَن مَوْلَاك ومالكك لَهُ التَّصَرُّف فِيك كَيفَ شَاءَ وَأَنه يقبح عَلَيْك أَن تكره مَا يَفْعَله بك مَوْلَاك الَّذِي هُوَ أشْفق عَلَيْك وَارْحَمْ بك من نَفسك ووالديك وَأَنه أحكم الْحَاكِمين فِي فعله وَأَنه لم يرد بذلك الْوَاصِل إِلَيْك من الضَّرَر إِلَّا صلاحك ونفعك الثَّالِث أَن الدُّنْيَا زائلة فانية وَالْآخِرَة آتِيَة بَاقِيَة وَأَنَّك فِي الدُّنْيَا مُسَافر وَلَا بُد أَن يَنْتَهِي سفرك وَتصل إِلَى دَارك فَاحْتمل مشقات السّفر واجتهد فِي عمَارَة دَارك واصلاحها وتزينها فِي هَذَا الأمد الْقَلِيل لتتمتع بهَا دهرا مديدا بِلَا تصب وَالْمُؤمن حَقًا من كملت فِيهِ شعب الْإِيمَان وَهِي بضع وَسِتُّونَ أَو بضع وَسَبْعُونَ شُعْبَة وَذَلِكَ الْإِيمَان بِاللَّه وَصِفَاته وحدوث مَا دونه وبملائكته وَكتبه وَرُسُله وَالْقدر وَالْيَوْم الآخر ومحبة الله وَالْحب والبغض فِيهِ ومحبة النَّبِي ﷺ واعتقاد تَعْظِيمه وَفِيه الصَّلَاة عَلَيْهِ وَاتِّبَاع سنته وَالْإِخْلَاص وَفِيه ترك الرِّيَاء والنفاق وَالتَّوْبَة وَالْخَوْف والرجاء وَالشُّكْر وَالْوَفَاء وَالصَّبْر وَالرِّضَا بِالْقضَاءِ وَالْحيَاء والتوكل وَالرَّحْمَة والتواضع وَفِيه توقير الْكَبِير وَرَحْمَة الصَّغِير وَترك الْكبر وَالْعجب

1 / 211