138

Itmam Diraya

إتمام الدراية لقراء النقاية

Baare

إبراهيم العجوز

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1405 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

(فعادي عداء بَين ثَوْر ونعجة ... درا كأفلم ينضح بِمَاء فَيغسل) أدعى أَنه أدْرك ثَوْر أَو بقرة وحشيين فِي مضمار وَاحِد وَلم يعرق وَذَلِكَ مُمكن عقلا وَعَادَة أَو أمكن عقلا لإعادة فإغراق بِالْمُعْجَمَةِ كَقَوْلِه فِي النَّبِي ﷺ (لَو شَاءَ إغراق من ناوأه مد لَهُ ... فِي الْبر بحرا بموج مِنْهُ ملتطم) وهما مقبولان أَو لم يكن لَا عقلا وَلَا عَادَة فغلو والمبقول مِنْهُ مَا قرب إِلَى الصِّحَّة بِلَفْظ يدْخل عَلَيْهِ كيكاد كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿يكَاد زيتها يضيء وَلَو لم تمسسه نَار﴾ أَو تضمن تخييلا حسنا كَقَوْلِه (يخيل لي أَن سمر الشهب فِي الدجى ... وشدت بأهداب إلَيْهِنَّ أجفاني) إدعى أَنه يخيل أَن النُّجُوم محكمَة بالمسامير لَا تَزُول من مَكَانهَا وَأَن جفون عَيْنَيْهِ شدت بأهدابها إِلَيْهَا لطول سهره فِي ذَلِك اللَّيْل وَهُوَ مُمْتَنع عقلا وَعَادَة لكنه تخيل حسن أَو تضمن هزلا كَقَوْلِه (اسكر بالْأَمْس إِن عزمت على الشّرْب ... غذا إِن ذَا من الْعجب) وَلَا يقبل مِنْهُ غير ذَلِك كَقَوْلِه (وأخفت أهل الشّرك حَتَّى أَنه ... لتخافك النطف الَّتِي لم تخلق) الْمَذْهَب الكلامي إِيرَاد حجَّة للمطلوب على طريقتهم أَي أهل الْكَلَام بِأَن تكون بعد تَسْلِيم الْمُقدمَات مستلزمة للمطلوب كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله لفسدتا﴾ أَي خرجتا عَن نظامهما الْمشَاهد لوُجُود التمانع بَينهم على وفْق الْعَادة عِنْد تعدد الْحَاكِم من التمانع فِي الشَّيْء وَعدم الإتفاق عَلَيْهِ حسن التَّعْلِيل أَن يَدعِي لوصف عِلّة مُنَاسبَة لَهُ بِاعْتِبَار لطيف غير حَقِيقِيّ أَي بِأَن ينظر نظرا مُشْتَمِلًا على لطف ودقة وَلَا تكون عِلّة لَهُ فِي الْوَاقِع كَقَوْلِه (لم يحك نائلك السَّحَاب وَإِنَّمَا ... حمت بِهِ فصبيبها الرحضاء)

1 / 140