54

ولئن جاز أن ذلك معارضة ، فلم لا يكون معارضا لقول امرئ القيس:

كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي (¬1)

بأن يقول:

تخال الوحش في طل أرضنا ... وفي بيتنا التفاح والعنب البالي

ولم لا يكون معارضا لقوله:

خليلي مرا بي على أم جندب ... لنقضي حاجات الفؤاد المعذب (¬2)

بأن يقول:

حبيبيا سيرا بي على أخت زينب ... لنقضي أوتار الفؤاد المعذب

ولم لا يكون معارضا لقول الكميت:

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منى وذو الشيب يلعب (¬3)

بأن يقول:

لعبت وما ميلا إلى السمر ألعب ... وما لهوى مني وذو السن يطرب

أترى هذا الجاهل لم يعرف شيئا من نقائض جرير والفرزدق ، وما معارضات أمرئ القيس وعلقمة ؟ ولم يتصور كيف كانت تجري المعارضات بين العرب .

وما عندي أنه خفي عنه ذلك ، لكنه أراد أن يسخر بما أتاه من بعض الجهال أو الأغمار .

Bogga 106