245

قيل له: ما جاء في التوراة: (( جاء الله من سيناء ، وأشرق من ساعير ، واستعلن من جبل فاران )) ، لا التباس في أن المراد بقوله: (( واستعلن من جبل فاران )) هو ابتعاثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن جبال فاران لا إشكال في أنها جبال مكة ، ولم تظهر عبادة الله عز وجل وتسبيحه وتهليله ، وخلع الأصنام والأنداد بمكة ظهورا انتشر في الآفاق ، وتحمله الركبان ، إلا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن ظهور ذلك بظهور سيناء ، لم يكن إلا بموسى صلى الله عليه ، وظهوره بساعير لم يكن إلا بعيسى صلى الله عليه ، وفي ذلك ثبوت أن هذه البشارة كانت بشارة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه لو جاز أن يقال ذلك في موسى وعيسى صلى الله عليهما ، لجاز في محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

وأنت إذا تأملت الأوصاف التي ذكرناها وبيناها ، وجدت جميعها في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصفا وصفا . فيتبين لك أنه الموصوف بها . فإذا ثبت ذلك ، ثبت أنه المشير بها ، لأن خلاف ذلك مما لا يجوز في حكمة الله الحكيم عز وجل .

- - -

Bogga 301