200

قيل له: لو كان ذلك كذلك ، لوجب على الله عز وجل المنع منه ، بأن يحول بينه وبين سماعها ، وبينه وبين إظهارها ، أو بأن يظهر تلك الأخبار لغيره ، على وجه لا يمكن التمويه ، لأن ذلك لو كان على ما قلتم ، لكان شبهة لا يمكن حلها ، وكل شبهة لا يمكن حلها يجب على الله عز وجل المنع منها .

على أن هذا السؤال لا بد من أن يتضمن الاقرار بالنبوات والمعجزات .

ويمكن أن يسأل في كل معجز وما (¬1) يجري هذا المجرى ، بأن يقال: يجوز أن يكون عيسى صلى الله عليه ظفر ببعض الخواص التي يحيي بها الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، وأن يكون موسى صلى الله عليه ظفر ببعض منها ، يقلب بها العصا حية ، ويفلق البحر ، وليس الجواب عن ذلك إلا ما قلناه ، من أن ذلك - لو كان - شبهة لا يمكن حلها ، ويجب على القديم تعالى المنع منها . فكذلك جواب هذا السؤال ، إذا سألنا عنه . وهذا الكلام أيضا مما تقدم بيانه في كتابنا هذا .

- - -

Bogga 254