Caddaynta Nabinimada Nabiga
إثبات نبوة النبي
Noocyada
فأذعنوا وعزموا على الجلاء ، فراسلهم عبد الله بن أبي بن سلول ، وكان من كبار المنافقين ، ووعدهم بالنصرة . وأنه مع أصحابه معهم ، وأنهم إن خرجوا إلى الجلاء أجلوا معهم ، وإن قاتلوا نصروهم ، وأنهم لا يطيعون فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فشهد الله عز وجل أنهم لكاذبون ، وأنهم لا يفون لليهود بما وعدوهم ، فجرى الأمر في ذلك على ما أخبر الله به عز وجل وشهد به عليهم ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخرج بني نضير عن حصونهم ، فلم يخرج المنافقون معهم ، ولا نصروهم في قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني قريظة صبرا ، وسبي ذراريهم ونسائهم بعد ما حاصرهم ، وحارب أهل خيبر حتى ظفر بهم وبديارهم وأموالهم ، فلم ينصروهم ، كما أخبر الله عز وجل في ذلك عنهم ، فكان في القصة ثلاث من المعجزات:
إحداها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مضى إلى بني النضير ، ومعه أمير المؤمنين عليه السلام وأبو بكر وعمر وغيرهم ، في أمر كان عرض ، وجلس مستندا (¬1) إلى جدار حصنهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فتآمروا فيما بينهم ، واتفقوا على أن يرسلوا عليه من فوقه صخرة تقتله ، فأتاه الوحي في الحال ، وعرف ما كانوا تآمروا ، فقام في الوقت من موضعه ذلك وعاد إلى المدينة ، ولم يعرف أحد من أصحابه السبب في ذلك ، إلى أن عرفهم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك .
فكان ذلك أمرا واضحا في وقوفه على سرهم ، من غير خبر أتاه من جهة أحد من الناس ، ولا يجوز أن يكون إلا من جهة الوحي .
والثانية: ما أخبر من سر المنافقين ومراسلتهم ، فإنهم كانوا مجتهدين في إخفاء ذلك .
والثالثة: خبره عز وجل عنهم أنهم كاذبون ، وأنهم لا يفون لهم بما وعدوهم ، فجرى الأمر على ذلك .
Bogga 246