Caddaynta Nabinimada Nabiga
إثبات نبوة النبي
Noocyada
متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام (¬1)
فجمعت هذه الآيات وجوها من الفصاحة ، منها جزالة اللفظ ، ومنها الاستعارة ، ومنها تشبيه بعد تشبيه ، ومنها الالتفات بعد الالتفات .
ومن التشبيه الواقع قوله عز وجل بعد هذه الآية: { والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه } [النور: 39] . لما كانت أعمالهم محبطة لا نفع فيها في الآخرة ، شبهها بالسراب الذي لا نفع فيه ، ولأنه مما يظن الناظر أنه ماء ، وكذلك الكافر لما يظن أن له نفعا في عمله ، شبهه أيضا به ، فهذان وجهان من التشبيه . وفيه تشبيه ثالث وهو انكشاف حال كل واحد منهما عن أنه لا نفع فيه لراجيه . وفيه تشبيه آخر وهو تشبيه الكافر بالظمآن ، وتشبيه ظنه بظنه ، وتشبيه خيبته بخيبته عند شدة حاجته إليه ، وقوة تعويله عليه ، فقد جمعت الآية هذه الوجوه من التشبيهات مع جزالة اللفظ ، وحسن المعنى ، وقد عد من محاسن امرئ القيس أنه جمع بين تشبيهين في بيت واحد ، حيث يقول:
Bogga 202