Caddaynta Nabinimada Nabiga
إثبات نبوة النبي
Noocyada
وأيضا القول بذلك يؤدي إلى أن يعرف الفرق بين ما يتعذر على الناس ، وبين ما لا يتعذر ، لأنه لو جاز لهم أن يقولوا: إن العرب صرفوا عن الاتيان بمثل القرءان ، وإن لم يثبت تأتيه منهم ، لجاز أن يقال: إن الناس صرفوا عن فعل الأجسام والألوان والحياة والقدرة ، وإن لم يثبت أن شيئا منه متأت منهم ، وهذا واضح السقوط . وكذلك القول في الصرف عن القرآن .
وأما سؤال من يسأل من أهل هذه المقالة ، فيقول: إذا كان الانسان قادرا على أن يقول: { الحمد لله } [الفاتحة: 2] ويتأتى منه أن يقول: { رب العالمين (2) } [الفاتحة] ، وغير متعذر عليه أن يأتي على جميع القرءان ، فما الذي يمنعه عن الاتيان بمثله ؟! ومتى يحصل التعذر ، أعند أول كلمة ، أو عند الثانية ، أو الثالثة ، أو ما بعدها ؟! وذلك مما لا يصح ، فثبت أن الاعجاز هو الصرف . فإنه من ركيك السؤال ، لأنا قد بينا فيما تقدم أن إنشاء الخطبة ، أو الشعر ، أو الرسالة ، أو نظم القرءان ، في أعلى طبقات الفصاحة ، يحتاج إلى علم زائد على العلم بالنظم والفصاحة ، وذلك العلم الزائد هو الذي يعبر عنه بالطبع ، فلا وجه لهذا السؤال .
على أنا نوضح سقوطه ، بأن نقول لهذا السائل: أليس قد علمت أن كل أحد ممن يعرف لغة العرب يمكنه أن يقول: (( فإنك )) ، ويمكنه أن يقول: (( كالليل )) ، ويمكنه أن يقول: (( الذي )) ، ولا يتعذر عليه أن يقول: (( هو مدركي )) ، ويتأتى منه أن يقول: (( وإن خلت )) ، ويتأتى منه أن يقول: (( أن المنتأى )) ، ولا يتعذر عليه أن يقول: (( عنك واسع )) .
Bogga 186