============================================================
المقالة الثانية فلأية علة صار هؤلاء تبع، ولم راجت اقاويلهم في قلوب اتباعهم كما راجت اقوال الرسل المحققين * فان عامة بلاد الصين ومانين هم على مذهب ماني يستعملون شريعته ويدرسون كتبه ، ويتقربون الى الله تعالى بدينه الذي وضعه فيهم . وكذلك عالمة الجبال واعوام البلاد هم على مذهب زرادشت وهم خلق كثير لا يحصى عددهم 1 يعبدون الثيران . فلم اخرجتموهم من عامة الرسل ، وما العلة في ذلك * فنقول : وبالله التوفيق ان الكل يشبه بالجزء ، والكل يعمل ما يعمله الجزء ، ولما وجدنا الملة الواحدة تتفرع منها مذاهب كثيرة بعضها محق وبعضها مبطل، كالمذاهب المتفرعة 1 عن مذهب الاسلام يعن مذهب النصرانية وعن مذهب اليهودية ، ولا يجب من اجل ان يكون بعضها محقا ان يكون الجميع داخلا في ان يكون حقأ كالبعض ، وجب 1 ان تكون جميع الملل بعضها ملة حق. وبعضها ملة باطل ، ليكون فعل الكل مثل فعل الجزء الواحد منه ، على ان ارباب الملل الفاسدة لم يدعوا فيما شرعوه رئاسة لانفسهم وحدها، بل أضافوا ما شرعوه الى احد ارباب الملل الصحيحة، فان زرادشت وبهافريذ بمزدك 11 قد أضافوا ما شرعوه من الدين الى ابراهيم ، وكذلك ماني وديصان ومرقون آضافوا ما شرعوه الى المسيح عليه السلام . وزعموا جميعا انهم هم الذين جاءوا على تجديد ملة ابراهيم والمسيح بعد اندراسها . فنجعت آقاويلهم في قلوب امهم بريح ا ابراهيم وعيسى المسيح.
فان الجالس على اسمه يروج سوقه اكثر ممتا يروج على الانفراد بنفسه، حتى ينال الخلافة والمملكة العظيمة بالاسم والرئاسات العلمية ، وان كان الذي ينالها خلو من الاسباب الي تنال بها الخلافة والمملكة ، فكذلك نقول : ان بعض المخترعين ينالون الئاسات على اسم اولي العزم ، ويصير لهم اتباع ، وان كانوا خالين مما جمع الله في انفسهم الزكية.
وبحق قيل : ان مثل المذاهب القبيحة السمجة الي تتمكن في نفوس البشر مدة ين الزمن كمثل الوباء الشامل العام الذي يعم اشخاص البشر من جهة فساد الهواء، الذي سبب زواله رجوع الهواء المحيط بالابدان الى حال الاعتدال ، وان س (1) في نسخة س وردت مزرلك.
Bogga 105