Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Noocyada
فى مسجد منى، فإن استطعت أن لا تفوتك الصلاة فى مسجد منى فافعل (1).
وعن موسى بن عبيدة، قال: لما أمر الله إبراهيم بالأذان فى الناس بالحج استدار بالأرض، فدعا فى كل وجهة: يا أيها الناس أجيبوا ربكم وحجوا. قال: فلبى الناس من كل مشرق ومغرب، وتطأطأت الجبال حتى بعد صوته (2).
وقال ابن عطاء: وأرنا مناسكنا (3)؛ أى أبرزها لنا وعلمناه.
وقال مجاهد: أرنا مناسكنا، أى: مذابحنا.
وعن محمد بن إسحاق، قال: حدثنى بعض أهل العلم أن عبد الله بن الزبير قال لعبيد بن عمير الليثى: كيف بلغك أن إبراهيم (عليه السلام) دعا إلى الحج ؟
قال: بلغنى أنه لما رفع إبراهيم القواعد وإسماعيل انتهى إلى ما أراد الله تعالى من البناء وحضر الحج استقبل اليمن، فدعا إلى الله تعالى وإلى حج بيته، فأجيب أن لبيك لبيك، ثم استقبل المشرق، فدعا إلى الله تعالى وإلى حج بيته، فأجيب لبيك لبيك، وإلى المغرب بمثل ذلك، وإلى الشام بمثل ذلك، ثم حج إبراهيم ومعه من المسلمين من جرهم وهم سكان الحرم يومئذ مع إسماعيل وهم أصهاره، وصلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء بمنى، ثم بات بهم بها حتى أصبح وصلى بهم الغداة، ثم غدا بهم إلى نمرة فقام بهم هنالك، حتى إذا مالت الشمس جمع بين الظهر والعصر بعرفة فى مسجد إبراهيم، ثم راح بهم إلى الموقف من عرفة فوقف بهم- وهو الموقف من عرفة الذى يقف عليه الإمام- يريه ويعلمه، فلما غربت الشمس دفع به وبمن معه حتى أتى المزدلفة، فجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء الآخرة، ثم بات بها حتى إذا طلع الفجر صلى بهم صلاة الغداة، ثم وقف به على قزح من المزدلفة وبمن معه، وهو الموقف الذى يقف به الإمام، حتى إذا أسفر غير مشرق دفع به وبمن معه يريه ويعلمه كيف يرمى الجمار، حتى فرغ له من الحج كله، وأذن به فى الناس، ثم انصرف إبراهيم راجعا إلى الشام فتوفى بها صلوات
Bogga 103