الفصل الثانى فى ذكر حديث الإسراء على عدد الروايات
وأنا أذكر رواية أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة وهى أصح الروايات عند أهل هذا الفن؛ قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا عثمان، حدثنا همام، قال:
سمعت قتادة، يحدث عن أنس بن مالك، أن مالك بن صعصعة حدثه، أن النبى (صلى الله عليه وسلم) حدثهم عن ليلة أسرى به قال: «بينما أنا فى الحطيم (1)- وربما قال قتادة: فى الحجر- مضطجعا، وفى طريق آخر أنه أسرى به من بيت أم هانئ، وفى طريق:
بينا أنا بالمسجد الحرام، وفى طريق: أنا نائم، وفى طريق: أنه كان بالحطيم بين النائم واليقظان- إذ أتانى آت فجعل يقول لصاحبه: الأوسط بين الثلاثة، قال:
فأتانى فقد سمعت قتادة يقول: فشق ما بين هذه إلى هذه- وقال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جانبى: ما يعنى به؟ قال: نقرة نحره إلى شعرته، وقد سمعته يقول من قصته إلى شعرته- قال: فاستخرج قلبى. قال: فأتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا وحكمة فغسل قلبى، ثم حشى، ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض- فقال الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ قال: نعم- يضع خطوة عند أقصى طرفه. قال : فحملت عليه، فانطلق بى جبريل (عليه السلام) حتى أتى بى إلى السماء الدنيا فاستفتح. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل: قيل: ومن معك؟ قال: محمد (صلى الله عليه وسلم). قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. فقيل: مرحبا به ولنعم المجىء جاء. قال: ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم (عليه السلام). قال:
هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه فرد على السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبى الصالح، ثم صعد بى حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، فقيل: من هذا؟ فقال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل أو قد أرسل إليه؟ قال:
نعم. قيل: مرحبا به ولنعم المجىء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا يحيى بن زكريا
Bogga 58