Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Noocyada
أذابه الله كما يذوب الملح بالماء» (1).
وعن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «المدينة مهاجرى وفيها مضجعى وفيها مبعثى، حقيق على أمتى حفظ جيرانى ما اجتنبوا الكبائر؛ من حفظهم كنت له شفيعا يوم القيامة، ومن لم يحفظهم سقى من طينة الخبال» (2) قيل لمعقل: وما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار (3).
وعن سالم بن عبد الله بن عمر قال: سمعت أبى يقول: سمعت عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- يقول: اشتد الجهد بالمدينة وغلا السعر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «اصبروا يا أهل المدينة وأبشروا؛ فإنى قد باركت على طعامكم ومدكم، كلوا جميعا ولا تفرقوا؛ فإن طعام الرجل يكفى الاثنين. فمن صبر على لأوائها وشدتها كنت له شفيعا، وكنت له شهيدا يوم القيامة، ومن خرج عنها رغبة عما فيها أبدل الله- عز وجل- فيها من هو خير منه، ومن بغاها أو كادها بسوء أذابه الله تعالى كما يذوب الملح فى الماء» (4).
وأما المجاورة فيها: فعلى ما ذكرنا فى مجاورة مكة المشرفة؛ فإن كان يقدر على حفظ الحرمة والتوقير لروضة النبى (صلى الله عليه وسلم) والوفاء بحرمتها كما يجب من غير إخلال بالحرمة وإفضاء إلى التبرم فذلك فوز عظيم وفضل جسيم، وذلك الفضل من الله يؤتيه من يشاء، على ما تقدم من الأحاديث فى فضائل الإقامة فيها. ومن لا يقدر على المحافظة بحقها والصبر على لأوائها فترك الإقامة له فيها أولى.
وقد قال (صلى الله عليه وسلم): «لا يصبر على لأواء المدينة أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة» (5).
وفى فضائلها أخبار كثيرة قد تقدم بعضها وسيأتى بعضها فى موضعه، فاكتفينا هنا على هذه الأحاديث؛ فإن فيها كفاية وغنية للمؤمن.
Bogga 323