Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Noocyada
حسب المحب من الحبيب بعلمه
أن الحبيب ببابه مطروح
والقلب منه إذا تنفس فى الدجى
بسهام لوعات الهوى مجروح
وروى عن بعض العارفين قال: رأيت شابة نحيفة البدن خفيفة الساقين فى الطواف وهى تقول: هذا بيت ربى هذا بيت معبودى هذا بيت من اشتقت إليه، ثم وضعت خدها على حائط البيت فوقفت ساعة ثم قالت:
الشوق حيرنى والشوق طيرنى
والشوق قربنى والشوق أبعدنى
والشوق قيدنى والشوق أطلقنى
والشوق فرق بين الجفن والوسن
فقال الشبلى لها: هل اشتقت إلى ربك؟ قالت: لا؛ لأن الشوق لا يكون إلا على غائب وما غبت عنه طرفة عين (1).
قال الحسن البصرى- رضى الله عنه-: وروى عن الأصمعى أنه قال: خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه محمد (عليه السلام)، فبينا أنا أطوف حول الكعبة بالليل- وكانت ليلة مقمرة- فإذا أنا بصوت حزين، فاتبعت الصوت فإذا أنا بشاب حسن الثياب، ظريف الشمائل، عليه آثار الخير، وكان على رأسه ذؤابتان وهو متعلق بأستار الكعبة، وهو يقول: يا سيدى ومولاى؛ نامت العيون وغابت النجوم وأنت ملك حى قيوم، وغلقت الملوك أبوابها وقامت عليها حجابها وبابك مفتوح للسائلين، فها أنا سائل ببابك، مذنب فقير ببابك، خاطئ ببابك، مسكين ببابك، جئت أنتظر رحمتك يا كريم يا رحيم؛ ثم أنشأ يقول:
يا من يجيب دعاء المضطر فى الظلم
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا
وعين جودك يا قيوم لم تنم
أدعوك ربى حزينا راجيا فرحا
فارحم بكائى بحق البيت والحرم
أنت الغفور فجد لى بمغفرة
واعطف بفضلك يا ذا الجود والكرم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو زلل
من ذا يجود على العاصين بالكرم؟
ثم رفع رأسه إلى السماء وهو ينادى: يا سيدى ويا مولاى إن أطعتك بمنك
Bogga 204