172

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Noocyada

قال: فشهق الغلام لما سمع ذلك منه ووقع، ولم يزل يئن ويرتعد ويشهق إلى أن مات، فندمت على ذلك، وواريناه فى مكانه فى ثوبى إحرامه، (رحمه الله).

البين فيه لمن ذاق الهوى أجل

به النفوس عن الأجساد ترتحل

يا سائلى كيف مات العاشقون فما

ماتوا ولكن بأسياف الهوى قتلوا

وقال الفضيل بن عياض (رحمه الله): رأيت بالموقف شابا ساكنا وعليه أثر الذلة والخشوع والناس يسألون الحوائج، فقلت: يا فتى، أخرج يديك وسل حاجة، فقال لى: يا شيخ، وقعت وحشة وليس ثم وجه، قلت: فإن كان كذلك فالوقت يفوت، فقال لى: لا بد لى منه؟ قلت: نعم، قال: فلما أراد أن يرفع يديه بالدعاء صاح صيحة وخر ميتا، (رحمه الله).

وقال بشر بن الحارث الحافى: رأيت على جبل عرفة رجلا قد ولع به الوله وهو يقول أبياتا آخرها:

أنت الحبيب وأنت الحب يا أملى

من لى سواك ومن أرجوه لمدخرى

كم قد زللت فلم أذكرك فى زللى

وأنت يا واجدى فى الغيب تذكرنى

كم أكشف الستر جهلا عند معصيتى

وأنت تلطف بى جودا وتسترنى

قال: ثم غاص فى خلال الناس فلم أره بعد ذلك، فسألت عنه، فقيل لى:

هذا أبو عبيد السالم الخواص، منذ سبعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل.

وروى عن بعض الصالحين قال: كنت بمكة فرأيت فقيرا يطوف بالبيت، فأخرج من جيبه رقعة فنظر فيها فلما كان فى اليوم الثانى والثالث كان يفعل ذلك، فيوما من الأيام طاف ونظر فى الرقعة وتباعد قليلا وسقط ميتا، فأخرجت الرقعة من جيبه فإذا فيها مكتوب واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا (1).

صبرت على بعض الأذى خوف كله

ودافعت عن نفسى لنفسى فعزت

وجرعتها المكروه حتى تدربت

ولو لم أجرعها إذا لاشمأزت

Bogga 199