165

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Noocyada

وفى عرفات تكشف الحجب بيننا

فلم يبق فيها للرسوم سوى العدل

ثم رمى ما سواه فى منى الأمن، وذبح النفس للأضحية المسنونة فى محبة مولاه، ويريق دمه بسكين لا يحيا إلا بلقياه، وعند الحلق تنقص آمال غروره بدنياه، ويتجرد بذاته من الكونين لمن خصه بحبه ووالاه. اخلع نعليك بالواد المقدس طوى. ولبس عباء العبودية للطواف بالكعبة العيانية. ثم الطواف حول البيت سبعا؛ ليذكر الملائكة حول العرش طائفين، وجولان الأرواح الطاهرة فى ملكوت رب العالمين، فيستفيد من الرمل فى الأشواط الثلاثة الأول: الهرب من الدنيا وأهلها، ومن المشى فى الأربعة الباقية: الأمن فى رياض الجنة مأواه، فيكون بالله طائعا، ومن هيبة جلاله خائفا، وبالتعلق بأستار الكعبة تمسك العبد المذنب بذيل المالك، أو مثل سيد يكون عليك غضبان؛ فإذا ركب أخذت بطرف ثوبه وبحقويه حتى يرضى عنك، وبالسعى بين الصفا والمروة والمشى والهرولة بالفرار منه إليه.

وكان محمد بن الفضل- (رحمه الله)- يقول: عجبا لمن يقطع الأودية والقفار والمفاوز والبحار حتى يصل إلى بيت الملك الغفار، وآثار رسوله النبى المختار، كيف لا يقطع التعلقات النفسانية، ليصل إلى الراحات الروحانية، والدرجات العلية.

إليك قصدى لا للبيت والأثر

ولا طواف بأركان ولا حجر

صفا دمعى صفا لى حين أعبره

وزمزمى دمعة تجرى من البصر

وفيك سعيى وتعميرى ومزدلفى

والهدى جسمى الذى يغنى عن الجزر

وحمر قلبى جمار سره شرر

والحرم تحريمى الدنيا عن الفكر

عرفانه عرفاتى إذ مناى منى

وموقفى وقفة للخوف والحذر

ومسجد الخيف خوفى من تباعدكم

ومشعرى ومقامى دونكم حظرى

زادى رجاءى له والشوق راحلتى

والماء من عبراتى والهوى سفرى

وسئل على بن أبى طالب- رضى الله عنه- عن الموقف لم لم يكن بالحرم؟

Bogga 192