121

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Noocyada

ويروى أن جعفر الخواص حج قريبا من ستين حجة ماشيا.

وعن إبراهيم بن أحمد قال: سمعت جرار بن بكر الدبيلى قال: أحرمت من تحت صخرة بيت المقدس فدخلت بادية تبوك إلى أن وصلت مكة، فدخلت المسجد الحرام فإذا أبو عبد الله بن الجلاء جالس فى شق الطواف فسلمت عليه وقبلت رأسه، فقال: يا بنى من أين أحرمت؟ قلت له: من تحت صخرة بيت المقدس، فقال: من أى طريق جئت؟ فقلت: من طريق تبوك، فقال: على شرط التوكل؟

فقلت: نعم، فقال: يا بنى، إنى أعرف رجلا حج اثنين وخمسين حجة على التوكل وهو يستغفر الله تعالى من ذلك، فقلت له: يا عم بحق هذا البيت من هو؟ قال: أنا استغفر الله.

ثم اعلم أن العلماء اختلفوا فى أن حج الآفاقى راكبا أفضل أو ماشيا؟ فعند الحنفية راكبا أفضل من المشى وهو أحد قولى الشافعى (رحمه الله) وهو الأصح من قوليه (1).

والقول الثانى: أن المشى أفضل؛ وهو قول داود؛ لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «للماشى فضل على الراكب كفضل ليلة القدر على سائر الليالى» (2).

وقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «للحاج الراكب بكل خطوة ...» الحديث إلى آخره (3).

ولقول ابن عباس لبنيه عند الموت أن يحجوا مشاة. ودليل الحنيفة وأصح قولى الشافعى (4): أن النبى (صلى الله عليه وسلم) حج راكبا، فاتباعه أولى؛ ولأن فى الركوب إنفاقا ومؤونة

Bogga 148