[والجواب عن هذا كله] هو ما ذكره الحافظ السخاوي (ت ٩٠٢) في آخر نسخته من "إتحاف المهرة"، وهي المصورة التركية من أن الحافظ ابن حجر توفي قبل تحريره وتهذيبه، وهذا نصه:
"أخر كتاب إتحاف المهرة بأطراف العشرة، ومن خط مصنفه شيخنا شيخ الإسلام، حافظ العصر ابن حجر، رحمه الله تعالى، ورضي عنه. . . . . . نقلته، ومات قبل تحريره وتهذيبه، يسر الله ذلك بمنه وكرمه، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا آمين، حسبنا الله ونعم الوكيل".
قلت: وثمة دليل أخر على ذلك: هو ما كتبه بخطه - الحافظ ابن حجر- حاشية، عند مرويات "مالك بن أنس " وعبارته: "ينبغي أن تكتب أقواله في الموطأ كلها على هذا".
ونقل الحافظ السخاوي هذه العبارة وأثبتها على نسخته [الإتحاف ٦/٢٧٥/ب]
وصدرها بقوله "حشـ بخطه".
وقوله في مقدمة كتابه: "إلا أني أسوق ألفاظ الصيغ في الإسناد غالبا ... " ولدى النظر في ثنايا الكتاب تبين أن الحافظ ﵀ لم يلتزم بذلك غالبا، فكثيرا ما يعبر بالعنعنة في الإسناد عن صيغ الإخبار والتحديث التي جاءت في الأصول المنقول عنها.
وقول المصنف رحمه الله تعالى في إحالة الأسانيد وربطها: "به" أو:نحوه" وما أشبه ذلك. جرت عادة المصنف أنه يسوق بعض السند - كعادته - ثم يشير إلى بقية السند مع المتن بقوله: "به ". وهذه العبارة في كتب الأطراف تفيد أن الرواية المشار إليها تكون
موافقة عموما للرواية التي تكون مسبوقة قبلها، حيث يعود الضمير في "به" إليها.
وقد يشير المؤلف إلى المتن فقط بقوله "نحوه" فيقتضي ذلك أن المتن مذكور في المصدر أو الموضع المحال عليه بلفظ مقارب للرواية التي تكون مسبوقة قبل ذلك.
غير أن المصنف لم يلتزم بهذا في هذا الكتاب على الغالب مع العلم أن هذا مما تعقب به الحافظ ابن حجر نفسه الإمام المزي في كتابه "النكت الظراف على تحفة الأشراف".
ثم إن الحافظ أيضا لم يقتصر على المصادر العشرة التي ذكرها في مقدمة "الإتحاف" والتزم بها، فكثيرا ما ينقل عن غيرها مثل:
١ - "الأدب المفرد" للبخاري (ت ٢٥٦) .
٢- "روضة العقلاء" و"كتاب الصلاة"، وكلاهما لابن حبان (ت ٣٥٤) .
٣- "المعاجم الثلاثة للطبراني (ت ٣٦٠) و"الدعاء" له.
1 / 104