الأجلاء عن الضعفاء قد سبق القول في أنه موجب للتعجب (1).
وبعد التأمل التام يحتمل أن يقال: إن رواية الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى ربما كانت قبل قوله بالوقف، فيترجح القبول، كما في روايته عن محمد بن سنان الوارد فيه تمام الذم (2)، والتوجيه واحد.
ولو نظرنا إلى أن الرواية عن مثل هذين من جهة القرائن على الصحة، أمكن؛ إلا أنه يستلزم عدم الرد لرواياته التي يروي فيها الثقة عن الضعيف، ولا قائل بذلك فيما أعلم، لكن في الظن أن التوجيه لا بأس به، غير أن الإشكال ربما يخف فيمن نقل الإجماع على تصحيح ما يصح عنه كما نحن فيه وإن كان الناقل غير معلوم.
ومن هنا يعلم أن عدم التفات المتأخرين لتحقيق الحال في المقام لا يخلو من غرابة، فليتأمل.
وأما أبو بصير، فالذي يقتضيه الاعتبار أنه إذا روى عن غير معين كما في هذه الرواية فهو مشترك بين ضعيف وموثق [وإمامي ثقة (3)(4)] على تقدير بعض نسخ الكشي؛ إذ في البعض في يوسف بن الحرث أبو نصر بالنون وقد أوضحنا الحال في أبي بصير في فوائد الرجال، وسيجيء إن شاء الله نوع تفصيل (5).
أما الإضمار في الحديث فبعض الأصحاب أوجب به الضعف (6).
Bogga 73