Kitaabka Istigaathada
كتاب الاستغاثة
فإن أردت الأول فهو صحيح ولكن يناقض قولك فإن هذا مختص بمن يأمر بما أمر الله به وينهى عما نهى الله عنه لم ينزل الله أحدا منزلة نفسه في الأفعال ولا جعل الله أفعال محمد صلى الله عليه وسلم كصومه وصلاته وحجه واعتماره وجهاده ونكاحه وأكله وشربه ودعائه وتضرعه فعلا له ولا جعل نفس مبايعته للمؤمنين فعلا له بل جعل المبايع له إنما يبايع مرسله والجزاء عيله كما جعل من أطاعه فقد أطاع الله فهذا خاص ليس عاما في كل أفعاله
وأيضا فلم يجعل هذا الفعل فعل الله بل أخبر أن محمدا رسول الله يبايع عنه والمبايعة لمرسله في الأصل كما أن الطاعة طاعة لمرسله في الأصل وكما أن معاملة الوكيل معاملة مع موكله وليس في هذا إسقاط فعل الوكيل عنه عن أن يكون وكيلا وإنما فيه إثبات النيابة له عن غيره
وإن أردت أن الله خالق بيعته فهذا المعنى صحيح عند أهل السنة المثبتة للقدر الذي هو خلق الله خلافا لنفاته ولكن إذا فسرت الآية بهذا سويت بين الأنبياء والشياطين وبين آدم وإبليس وبين موسى وفرعون وبين أولياء الله وأعدائه ولزمك أن تقول كفر الكافرين في الصورة ولربهم في المعنى أو لعنته للكفار هي للكفار في الصورة ولربهم في المعنى
Bogga 364