Kitaabka Istigaathada
كتاب الاستغاثة
فمن كان غاية توحيده شهود القيومية والربوبية العامة كان قد شهد ما أقر به المشركون ولم يكن قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإنما يشهد ذلك من شهد الفرق بين المأمور والمحظور وبين أولياء الله وأعدائه وبين توحيده والإشراك به وعبد الله كأنه يراه وهذا شهد الفرق في الجمع فهو مع شهوده القيومية يشهد أنه الإله المستحق للعبادة دون ما سواه ووجوب طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه ويستعينه على فعل ما أمر وترك ما حظر وشهوده أنه خلق الملائكة والشياطين لا يحجبه عن أن يشهد أن الملائكة والأولياء والشياطين أعداد وكذلك شهوده أنه خالق أفعال العباد لا يحجبه عن أن يشهد أنه يحب الإيمان والعمل الصالح ويرضاه ويكرم أهله ويقربهم إليه وينهى عن الكفر والفسوق والعصيان ويمقت أهله ويعاقبهم فمن غلط هذا ظن أن مجرد شهود القيومية هو شهود المقربين وظن أن هذا هو عبادة الرب كأنه يراه
ومن هؤلاء من يظن أن من شهد القيومية سقط عنه الملام ومنهم من يقول إن الخضر سقط عنه الملام لشهوده القيومية
Bogga 354