توطئة
لم يسفر بحثي المستمر إلا عن كلمات يسيرة لا تشفي الغليل، هي كل ما حمل إلينا التاريخ عن شخصية أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى القرطبي المعروف بابن الأمين (^١)، وتتمثل هذه الكلمات القليلة فيما سجله الضبي في «بغية الملتمس»، وما سطره ابن بشكوال في كتابه "الصلة في تاريخ علماء الأندلس"، وابن الأبار في كتابه "المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي"، فهذه الكتب شحت عن البسط في تفاصيل سيرته بما يتناسب مع مكانته العلمية.
ولعل من أسباب إهمال تفاصيل حياة ابن الأمين، ضياع كتب الرجال الكثيرة بسبب النكبات المتتالية التي جرت على تلك البلاد وأبنائها.
وعليه، فإن المترجمين بعد ابن بشكوال ظلوا يدورون في فلك ما نقله هو، أو اختصره عمن سبقه، مما جعل حياة ابن الأمين الاجتماعية يلفها الغموض.
_________
(^١) مصادر ترجمته حسب الأقدمية: ابن بشكوال: الصلة في تاريخ علماء الأندلس ١/ ١٠٠ ت ٢٢٧. الضبي: بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس علمائها وأمرائها وشعرائها وذوي النباهة فيها ممن دخل إليها وخرج عنها ١/ ٢٧٨ ت ٥٣٥. ابن الأبار: المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي ص:٧٠ - ٧١ ت ٤٩. السخاوي: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص:٩٣. عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين ١/ ٨١ ت ٦٠٦. الزركلي: الأعلام قاموس لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستغربين والمستشرقين ١/ ٧٤. الكتاني: الرسالة المستطرفة لمشهور كتب السنة المشرفة ص:٢٠٣. الدكتور محمد يسف: المصنفات المغربية في السيرة ومصنفوها ٢/ ٦٤.
1 / 23