قال: «هل يمكنني الذهاب إليه؟»
قال: «نعم إذا مشيت على هذا الرمل مشرقا، فإنك تشرف عليه حالا، وهو قائم في قرية يقال لها قرية منتوش.»
فقال: «ألا ترسل معي أحدا من خدم الدير.»
قال: «لك ذلك.» ثم نادى أحد الخدم فجاء وسار مع حسن حتى أشرفا على قرية صغيرة في وسط تلك الرمال، ثم وصلا إليها، فإذا هي غاية في الصغر، وفي جانب منها قبة فيها ضريح، فسار حسن توا إلى المقام وقرأ الفاتحة، ثم تذكر ما جاء من أجله إلى تلك الديار فانقبضت نفسه وتذكر أباه ووالدته، فأخذ يصلي ويتضرع إلى الله تعالى ألا تحبط مساعيه.
وبعد أن أتم الصلاة والدعاء، أعطى خادم الضريح بعض المال، ثم عاد وقد انبسطت نفسه وتجددت آماله بلقيا والديه، رغم ما كان يظن من قتل والدته، وأحس كأنه أصبح في عالم غير الذي كان فيه.
فلما عاد إلى الدير رأى عند بابه جمالا كأنها قادمة من سفر طويل، فتوسم الخير وأسرع إلى الدير، فلقيه وكيله منبسط الوجه قائلا: «نحمد الله يا ولدي، أن وفدنا قد عاد من سفره بخير.» وقاده إلى غرفة من غرف الدير ليريه إياهم، فوجدهم جالسين والشمس قد لوحت وجوههم والأسفار قد أنهكتهم، ورأى بين أيديهم كيسا علم أن فيه التحف التي أتوا بها.
فجلس إليهم وأخذ يسألهم عن الأمن في الطريق فقال أحدهم: «إن أشد الطريق خطرا ما بين مصر والشام.»
فقال: «هل وصلتم إلى مصر؟»
قال: «نعم ذهبنا إليها، وعدنا منها بخير.»
فقال: «وهل أهل مصر ينذرون لهذا الدير أيضا؟»
Bog aan la aqoon