فقال سليمان: «أين السيد عبد الرحمن؟» قال: «هو في الفندق.»
قال: «هيا بنا إليه، فعندي له أنباء سارة.»
فانبسطت أسارير وجه علي، وقال له: «سرك الله يا أخي دائما، ما هي هذه الأنباء؟»
فقال: «ستعلمها عما قليل حين نصل إلى الفندق.»
فلم يسعه إلا السكوت وانطلق عائدا إلى سيده في الفندق، لكن الفضول غلب عليه بعد بضع خطوات فعاد يقول لسليمان: «هل هذه الأنباء خاصة بالمماليك الذين فتحوا المدينة اليوم؟»
فقال له: «اصبر يا سيد علي، وستعرف كل شيء بعد حين.»
وكان السيد عبد الرحمن ما برح جالسا في الحجرة والهواجس تدور في رأسه، فلما وقعت عيناه على سليمان وهو داخل عليه مع علي، نهض مستبشرا بقدومه وابتسامه، وبعد أن تبادلا العناق والقبلات، أجلسه بجانبه، وراح ينظر إلى وجهه مندهشا مما يلوح عليه من دلائل الغبطة والابتهاج، وأراد أن يسأله عن السبب لكنه خجل، وأدرك سليمان ذلك منه، فقال له: «لماذا لا تسألني عما دعاني إلى الابتهاج في مثل هذه الظروف؟»
فقال: «خشيت أن أكون طفيليا فأثقل عليك، ولا شك في أنك صاحب فضل وهمة، فهات ما عندك، بارك الله فيك.»
الفصل الرابع عشر
أثر الحبيب
Bog aan la aqoon