ومن مقابلة ستة بستة: قول عنترة:
على رأس عبدٍ تاج عزيزينه ... وفي رجل حرٍ قيد ذلٍ يشينه
فقد قابل بين (على) و(في) وبين (رأس) و(رجل) وبين (عبد) و(حر) وبين (تاج) و(قيد) وبين (عزل) و(ذل) وبين (يزينه) و(يشينه).
على أن السكاكي قد قال في تعريف المقابلة: "أن يجمع بين شيئين متوافقين أو أكثر وضديهما، ثم إذا شرطت هنا شرطًا شرطت هناك ضده، كقوله تعالى:﴾ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى واتَّقَى ...... ﴿الآيتين؛ لما جعل التيسير مشتركًا بين الإعطاء والإتقاء والتصديق، جعل ضده وهو التعسير مشتركًا بين أضداد تلك وهي المنع والاستغناء والتكذيب.
وبهذا لا يكون في بيت أبي دلامة مقابلة - عند السكاكي - لأنه اشترط في الدين والدنيا الاجتماع، ولم يشترط في الكفر والإفلاس ضده، بل شرط فيهما الاجتماع أيضًا.
بلاغة الطباق والمقابلة:
يقول الله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.