136

Issues of Faith in the Book of Monotheism from Sahih al-Bukhari

مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري

Noocyada

وقال ﷾: ﴿ما أتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذًا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون﴾ المؤمنون ٩١. ولم يسأل صحابة رسول الله ﷺ نبيه - والقرآن ينزل - عن هذه الصفات بل استبشروا بها خيرًا وفرحوا برحمته ومغفرته لهم، كما قال الله في كتابه: ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾ يونس ٥٨. وبنظرة قريبة لأصل كلمة الصفة فيقال: الوصف: ما يقوم بالواصف، والصفة ما تقوم بالموصوف. (١) قال البخاري ﵀ في خلق افعال العبادة: فالوصف إنما هو قول القائل حيث يقول: هذا رجل طويل وثقيل وجميل وحديد، فالطول والجمال والثقل والحدة، إنما هو صفة الرجل، وقول القائل وصف، كذلك إذا قال: الله رحيم، والله عليم. (٢) قال شيخ الإسلام: والصفة والوصف تارة يراد بها الكلام الذي يوصف به الموصوف كقول الصحابي - لأنها صفة الرحمن- وتارة يراد به المعاني التي دل عليها الكلام كالعلم والقدرة، والجهمية والمعتزلة وغيرهم تنكر هذه وتقول إنما الصفات مجرد العبارة التي يعبر بها عن الموصوف، والكلابية ومن اتبعهم من الصفاتية قد يفرقون بين الصف والوصف فيجعلون الوصف هو القول والصفة المعنى القائم بالموصوف. وأما جماهير الناس فيعلمون أن كل واحد

(١) لسان العرب (مادة وصف). (٢) خلق أفعال العباد صـ ١١٤.

1 / 136