Israʼiliyat and Fabrications in Books of Tafsir
الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
Daabacaha
مكتبة السنة
Lambarka Daabacaadda
الرابعة
Noocyada
أرضهما، فلم يُرع بني إسرائيل إلا التابوت، فكبروا، وحمدوا الله تعالى، فذلك قوله تعالى: ﴿تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ﴾، أي تسوقه.
وكل هذا من أخبار بني إسرائيل الذين غيروا، وبدلوا، فالله أعلم بصحتها، وأقرب هذه الأقوال من الصحة، وما يدل عليه القرآن هو: ما روى عن ابن عباس ﵄.
وكذلك اختلفوا في تعيين البقية الباقية مما ترك آل موسى وآل هارون١، وكانت محفوظة في التابوت.
فعن ابن عباس، قال: عصاه -أي موسى- ورضاض٢ الألواح؛ لأنها انكسرت لما ألقاها موسى ﵇ حين عاد، فوجدهم يعبدون العجل، وكذا قال قتادة، والسدي، والربيع بن أنس، وعكرمة، وزاد: والتوراة.
وقال أبو صالح: عصا موسى. وعصا هارون، ولو حين من التوراة وقفيز من المن الذي كان ينزل على بني إسرائيل في التيه، وقيل: عصا موسى، ونعلاه، وعصا هارون وعمامته، وثياب موسى، وثياب هارون، ورضاض الألواح، إلى غير ذلك.
وهي أقوال متقاربة، ولا يرد بعضها بعضا، وهي محتملة، والله أعلم بالصواب منها، وهي من الأخبار التي تحتمل الصدق والكذب، فلا نصدقها، ولا نكذبها.
والذي نقطع به، ويجب الإيمان به: أنه كان في بني إسرائيل تابوت أي صندوق من غير بحث في حقيقته وهيئته، ومن أين جاء؛ إذ ليس في ذلك خبر صحيح عن المعصوم، وأن هذا التابوت كان فيه مخلفات من مخلفات موسى، وهارون ﵉ مع احتمال أن يكون تعيين ذلك في بعض ما ذكرنا آنفا، وأن هذا التابوت كان مصدر سكينة، وطمأنينة لبني إسرائيل، ولا سيما عند قتال عدوهم، وأنه عاد إلى بني إسرائيل، تحمله الملائكة، من غير بحث في الطريق التي حملته بها الملائكة، وبذلك
١ المراد بآل موسى وآل هارون هما ذاتهما وهذا أمر معهود في لغة العرب، وفي الحديث الشريف: "ولقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود"، أي صوتا حسنا، ولم يكن في آل داود حسن الصوت أحد إلا هو، فالمراد بآل داود: داود نفسه. ٢ فتات الألواح وما تهشم منها.
1 / 173