أما اللغة التي دونت بها الأسفار، فهي كما جاء على غلاف العهد القديم من الكتاب المقدس: العبرانية والكلدانية، والعبرانية، كما يقرر المقدس التوراتي أن اللغة العبرية هي لغة أو لسان أو شفة كنعان الفلسطينية (إشعيا، 19: 18). وإن كان من المفيد العلم أن بعض الأجزاء قد كتبت باللغة الآرامية، وأجزاء أخرى كتبت بالخط المربع (الآشوري) بعد السبي البابلي، وقد استخدم تلك اللغة «عزرا» صاحب معظم أجزاء العهد القديم.
أما المنطق التاريخي، فيفترض أن بدء الكتابة، بل وربما اللغة، التي استخدمها الخارجون من مصر بقيادة موسى، هي اللغة المصرية، خاصة إذا كانت الأدوات والأسلوب مصريين، وهو ما يجعل المدونات العبرية أمرا متأخرا حدث بعد موسى بزمان، وهو ما سبق وأثبتناه في الصفحات السابقة، كما يستحسن الفرض تقدير أن مؤلفي الكتاب المقدس قد تكلموا اللغة المصرية القديمة، شأنهم شأن بقية الأقوام التي دخلت مصر، هذا ناهيك عن ميلاد موسى في مصر ونشأته نشأة مصرية، وشهادة المقدس له بأنه تثقف ثقافة مصرية وأنه كان متفقها بكل حكمة المصريين.
بل وربما ذهب الافتراض حد القول إن لغة التخاطب بين موسى وربه في سيناء، كانت اللغة المصرية القديمة وليست العبرية، التي لم يكن موسى يعرفها أصلا؛ حيث ولد في مصر وعاش فيها ثم خرج منها حتى مات ولم تطأ قدمه أرض فلسطين حيث شفة كنعان التي عرفت بعد بالعبرية،
3
هذا ناهيك عن كون لفظة توراة ذاتها من الألفاظ المصرية، ومعنى تورا
Torah
في العبرية (الشرعية) من
Tororh (توروث)،
4
وهي ترتبط - في رأينا - بعبادة الثور المقدس في المصرية القديمة.
Bog aan la aqoon