252

============================================================

عراج معنوي لابن عربى ( الفتوحات المكية ج3 ص ص345 - 350] فلما أراد الله أن يسري بي ليريني من آياته في اسمائه من أسمائي، وهو حظ ميرائنا من الاسراء ، ازالني عن مكاني ، وعرج بي على براق امكاني ، قرج بي في اركاني ، قلم از ارضي تصحبني ، فقيل لي : أخذه الوالذ الأصلي ، ال خلقه الله من تراب .

فلما فارقت ركن الماء فقدت بعضي ، فقيل لي : إنك مخلوق من ماء مهين ، فإهاتته ذلته فلصق بالتراب ، فلهذا فارقته فنقص مني جزآن.

فلما جئت ركن الهواء تغيرت علي الأهواء، وقال لي الهواء : ما كان فيك مني ، فسلا يزول عني ، فإنه لا ينبغي له أن يعدو قدره ، ولا يمذ رجله في غير بساطه ، فإن لي عليك مطالبة بما غيره مني تعفينك، فإنه لولاه ما كنت مستونأ ، فإني طيب بالذات خبيث بصحبة من جاورني ، فلما ختشتي صبته ومجاورته، قيل فيه : حما مسنون، فعاد خبيه عليه فإنه هو المنعوت فقلت له : ولماذا أتركه عندك ؟ قال : حتى يزول عنه هذا الخبث الني اكتسبه من عفونتك ، ومجاورة طينك ومائك .

فتركته عنله فلما وصلت إلى ركن النبار ، قيل : قد جاة الفخار، فقيل : وقد بعث اليه ؟ قال : نعم : قيل : ومن معه ؟ قال : جبريل الجبر، فهو مضطر في رحليه ، ومفارقة بنيته فقال لي : عنده في نشاته جزه مني لا أتركه معه ، إذ قد وصل الى الحضرة التي يظهر فيها ملكي واقتداري، ونفوذ تصرفي.

السماء الأولى : فنفذت إلى السماء الأولى ، وما تقي معي من تشأي البدنية شية أعول عليه ولا أنسظر إليه : فسلمت على والدي ، وسألني عن تريتي ، فقلت له : إن الأرض اخذت متي جزأها . وحيثا خرجت عنها، وعن الماء بطينتي ، فقال لي : يا ولدي هكذا جرى لها مع أبيك، فمن طلب حقه فيما تعذى؛ ولا سيما وأنت لها مفارق، ولا تعرف هل ترجع إليها أم لا ، فإنه تعالى يقول : ( إذا شاة أنشره) (عيسى /22] ولا يعلم أحد ما في مشيئة الحق ، إلا أن يعلمه الحق بذلك .

52

Bogga 252