============================================================
ثلاثمائة مقام ، كل مقام يحتوي على عشرة متازل، فقيه ثلاية الاف منزل . فلم يزل [ التابع) يقطمها، منزلة منزلة، بسبع حقائق هو عليها ، كما يقطع فيها السبع الدراري، ولكن في زمان أقرب، حتى وقف على حقائقها بأجمعها؛ وقد كان أوصاه ادري بذلك فلما عاين كل منزل منها رآها، وجميع ما فيها من الكواكب تقطع في فلك آخر فوقها، فطلب الإرتقاء فيه ليرى ما أودع الله في هذه الأمور، من آلايات والعجائب الدالة على قدرته وعله، فعنذما حصل على سطحه حصل في الجنة الرهماء الجنة الدهماء: فرأى ما فيها مما وصف الله في كتابه من صفة الجنات ، وعاين درجانها وغرفها، وما أعد الله لأهلها فيها، ورآى جنته المخصوصة به، واطلع على جنات الميراث، وجنات الاختصاص، وجنات الأعمال .0 المستوى الأزهى : فلما بلغ من ذلك أمنيته، رقى به الى المستوى الأزهى والستر الأبهى، فراى صور آدم وبنيه السعداء، من خلف تلك الستور . فعلم معناها وما أودع الله من الحكمة فيها ، وما عليها من الخلع التي كساها بني آدم، فسلمت عليه تلك الصور فرأى صررته فيهن، فعانتقها وعانقته، واندفعت معه الى المكانة الزلفي، المكانة الزلفى : فدخل فلك البروج الذي قال الله فيه، فاقسم به *{ والسماء ذات البروج) [/] فعلم أن التكوينات التي تكون في الجنان من حركة هذا الفلك ، وله الحركة اليومية في العالم الزماني ، كما أن حركة الليل والنهار في الفلك الذي فيه جرم الشمس: فيعلم التابع من هذه الحضرة التكوينات الجنانية، وجميع ما ذكرناه . وأما صاحب النظر رفيق التابع فما عنده خبر بشيء من هذا كله، لأنه تنبيه نبوي ، لا نظر فكري؛ وصاحب النظر مقيد تحت سلطان فكره، وليس للفكر مجال إلا في ميدانه الخاصس به ؛ وهو معلوم بين الميادين . فإنه لكل قوة في الانسان ميدان يجول فيه لا يتعداه، ومهما تعدت ميدانها وقعت في الغلط والخطأ، ووصفت بالتحريف عن طريفها المستقيم، وقد يشهد الكشف البصري بما تعثر فيه الحبج العقلية، وسبب ذلك خروجها عن طورها فالعقول الموصوفة بالضلال إنما أضلتها أفكارها، وانما ضلت أفكارها لتصرفها في غير موطنها..
الكرسي: ثم يخرج يالتابع مع حامله الى الكرسي؛ فيرى فيه انقسام الكلمة التي وصفت قبل وصولها الى هذا المقام بالوحدة؛ ويرى القدمين اللتين تدلتا اليه، فيتكب من ساعته الى تقبيلهما : القدم الواحدة، تعطى ثبوت أهل الجنات في جناتهم، وهي : قدم الصدق. والقدم الأخرى تعطي ثبوت اهل جهم في جهتم على اي حالة أراد، وهي : قدم الجبروت .
248
Bogga 248