============================================================
يديه الأرض التي خلقها الله من بقية طينة آدم عليه السلام ، وأحضر له صوق الجنة، وأحضر ل اجساد الأرواح النورية والنارية والمعاني العلوية . فاراء السنين في صور البقر، وأراء خصبها في سمنها، وأراه جدبها في عجافها، وأراه العلم في صورة اللبن ، واراه الثبات في الدين في صورة القيد، وما زال يعلمه تحجسد المعاني والنسب في صورة الحس والمحسوس، وعرفه معنى التاويل في ذلك كله ، فإنها سسماء التصوير التام والنظام، ومن هذه السماء يكون الامداد للشعراء والنظم والإتقان والصور الهندسية في الأجسام ..
ومن الأمر الموحى من الله في هذه السماء حصل ترتيب الأركان التي تحت مقعر فلك القمر، فجعل ركن الهواء بين النار والماء ، وحعل ركن الماء بين الهواء والتراب ، ولولا هذا الترتيب ما صح وجود الاستحالة فيهن ، ولا كان منهن ما كان من الموكدات ، ولا ظهر في المولدات ما ظهر من الاستحالات ، فاين النطفة من كونها استحالة لحما ودما وعظاما وعروقا وأعصابا ومن هذه السماء رتب الله في هذه النشأة الجسمية: الأخلاط الأربعة ، على النظم الأحسن والاتقان الابدع . . فانظر ما أتقن وجود هذا العالم كبيره وصغيره السماء الوسطى وهي الرابعة: فإذا حصلا هنه العلوم هذان الشخصان ، وزاد التابع على الناظر بما أعطاه الوجه الخاص من العلم الإلهي، كسما اتفق في كل سماء لهما، انتقلا يطلبان السماء الوسطى التي هي قلب السموات كلها.
فلما دخلاها تلقى التابع ادري عليه السلام وتلقى صاحب النظر كوكب الشس، فجرى لصاحب النظر معه مثل ما تقدم ، فزاد غما الى غمه . فلما تزل التابع بحضرة ادريس عليه السلام علم تقليب الأمور الإلهية، ووقف على معنى قوله عليه السلام : "القلب يين أصبعين من أصايع الرحمن ، وبماذا يقلبانه، ورأى في هذه السماء غشيان الليل التهار ، والنهار الليل :..
ويعلم من هذه السماء علم الغيب والشهادة، وعلم الستر والتجلي، وعلم الحياة والموت، واللباس والسكن، والمودة والرحمة، وما يظهر من الوجه الخاص من الاسم الظاهر في المظاهر الباطنة ، ومن الاسم الباطن في الظاهر من حكم استعداد المظاهر، فتختلف على الظاهر الأسماء لاختلاف الأعيان.
السماء الخامسة: ثم رحلا يطليان السماء الخامسة، فنزل التابع بهرون عليه السلام، ونزل صاحب الشظر بالأحمر، فاعتذر الاحمر لصاحيه ونزيله في تخلفه عنه مدة اشتغاله بخلمة هارون عليه السلام من أجل نزيله، فلما دخل الأحمر على هارون وجد عنده نزيله وهو يباسطه، فتعجب الأحر من مباسطته فسال عن ذلك : فقال انها سماء الهيبة والخوف والبأس، وهي نعوت توجب القبض، وهذا ضيف ورد من أتباع الرسول تجب كرامته، وقد ورد يبتغي علما ويلتمس حكما إلهيا يستعين به على أعداء خواطره، خوفا من تعدي حدوه سيده فيما رسم له، فاكشت له عن محياها، وأباسطه حتى يكون قبوله لما التمسه على بسط تفس، بروح قدس 244
Bogga 244