Ismaciil Caasim Mowqifka Nolosha iyo Suugaanta
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
Noocyada
وبينما أنا على هذه الحال، وقد قطعت عن لذة الدنيا الآمال؛ إذ سمعت ذات ليلة وقت الأسحار صياح عصفور الأدوار، فملت إليه بالكلية - ولا يخفاك حنين الجنسية - وخرجت من عشي أسابق الرياح حتى لحقت به عند الصباح، فرأيته باكي العين وسمعته ينشد هذين البيتين:
حتى الرياض وجدتها
تبكي بها عين السحايب
والطير تهتف بالنوا
ح لفقد آثار الحبايب
2
قال الهدهد: فقلت له مكانك يا عصفور الأدوار، وأنشدنا من مطرباتك أدوار. فقال: إليك عني يا جاهلا بالمصير، ولو كنت هدهد سبأ الوزير، فقلت له الزم موضعك يا عصفور ولا يغرنك بنفسك الغرور، فكم من دور مضى وزمان انقضى، فوقف متعجبا، وقال: عساك هدهد سبأ؟ قلت: نعم أنا الهدهد، وأنت من أين وإلى أين تقصد؟ أنبئنا بأدوارك وبح لنا بأسرارك.
فقال: اعلم يا هدهد أنه لما أتم الله سبحانه وتعالى خلق الدنيا على هذا النظام العجيب الذي تراه، وأراد إيجاد النوع الإنساني؛ ليكون خاتمة الوجود، حسده على ذلك جميع العالم حتى الملائكة قالوا:
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
فأبى الله إلا نفاذ إرادته وخلق آدم وحواء ثم أسكنهما الجنة، وكنت أنا إذ ذاك في مركز الأدوار ومرتقى الأسرار، فلما سمعت قوله تعالى لآدم
Bog aan la aqoon